...سلام كيري الاقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أصبح ضيفا دائما على المنطقة للنجاح فيما فشل فيه الآخرون من خلال إطلاق عملية سلام جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تقود في النهاية إلى حل تاريخي للقضية الفلسطينية.

وزير الخارجية الأمريكي استبق مبادرة السلام التي قيل إنه سيعلن عنها في السابع من شهر يونيو المقبل بعد عدة جولات من المباحثات التي قام بها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين بالإعلان عن خطة اقتصادية لدفع عجلة الاقتصاد الفلسطيني أعلن عنها في منتدى دافوس المنعقد في البحر الميت في الأردن يتوقع أن تتضمن نحو أربعة مليارات دولار من الاستثمارات. لبعث روح جديدة من الأمل في المنطقة وجعل السلام ممكنا.

ليس معروفا بعد الرد الرسمي الفلسطيني على خطة كيري الاقتصادية والموقف الإسرائيلي منها لكن من المعروف أن الفلسطينيين الذين أصبحوا دولة غير عضو في الأمم المتحدة لا يمكن أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات دون وقف للاستيطان، وإطلاق سراح الأسرى،خاصة المعتقلين في السجون الإسرائيلية ما قبل التوقيع على اتفاق أوسلو وعلى قاعدة مفاوضات مرجعيتها حدود عام 1967والقبول بحل الدولتين .

الفلسطينيين لن يرفضوا جذب استثمارات لبلادهم تقدر بأربعة مليارات دولار تعيد الحياة لاقتصادهم المنهك لكنهم لن يقبلوا بالتأكيد أن تكون هذه الاستثمارات على حساب حقوقهم المشروعة وعلى حساب سيادتهم الوطنية.أما الإسرائيليون فسيرحبون بهذه الاستثمارات التي سيستفيد اقتصادهم منها في النهاية إذا كانت بديلا عن المطالب الفلسطينية بوقف الاستيطان والعودة إلى حدود عام 1967.

الجانب الإسرائيلي وحسب المعلومات التي سربت لم يقدم في جلسات المباحثات المغلقة لوزير الخارجية الأمريكي أية وعود بوقف الاستيطان وظل يتحدث عن الرغبة في العودة لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة في الوقت الذي يتنصل فيه من التزاماته وتعهداته التي قطعها في الاتفاقات السابقة مع الفلسطينيين.

ما يجب أن يدركه وزير الخارجية الأمريكي الذي يبدو أنه واثق من تحقيق النجاح في جهوده استنادا إلى خطته الاقتصادية التي يروج لها أن قضية الشعب الفلسطيني ليست قضية سلام اقتصادي وجذب استثمارات وتوفير فرص عمل والتخفيف من نسب البطالة رغم أهمية كل هذه المسائل في أية دولة مستقلة بل قضية شعب احتلت أرضه وشرد منها لإقامة كيان استعماري احتلالي عليها بدواع توراتية زائفة وأن أي حل لا يحقق رحيل الاحتلال عن أرض الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها سيولد ميتا ولن يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
 

Email