التعاون الخليجي في ذكرى بزوغه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل اليوم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالذكرى الثانية والثلاثين لقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي نجح أن يكون التكتل العربي الوحيد الذي قطع شوطا كبيرا في تحقيق أهدافه، والذي استطاع الصمود بفاعلية وجدارة أمام أنواء وأزمات انفجرت مرارا في الشرق الأوسط.

إن سلامة الأهداف والتواشج بين دوله على الغايات التي رسمها قادته بتجدد يتسق مع متغيرات تجتاح العالم، هو أحد أسباب هذا البقاء الفعال لهذا التكتل.

كما أن ما يجمع قادة وشعوب دوله من لُحمة وإخاء أقوى وأصلب من أن يفت بعضده أية عوامل طارئة، فظل مجلس التعاون عفيا وقويا وموئلا للسياسات الحكيمة التي حازت إعجاب العالم، وذلك بفضل رصانة وحكمة قياداته، واتفاقهم على تحقيق الأهداف والغايات، التي تعزز الأواصر، وتوطد الجسور، وتنوع مجالات التعاون وتنسق سياساتها بما يتفق مع مصالحها، وتوحيد مواقفها من كافة القضايا الإقليمية والدولية، فجاء هذا التواشج مصدرا قويا، يعزز دور مجلس التعاون، ويضاعف تقدير العالم واحترامه لسياساته الحكيمة.

ولعل مصادقة المجلس الأعلى للتعاون الخليجي في دورته الثالثة والثلاثين على قرار مجلس الدفاع المشترك في دورته الحادية عشرة بإنشاء قيادة عسكرية موحدة لدول المجلس والانتهاء من دراسة مختلف جوانبها، لدليل على أن المجلس يتخذ من الخطوات ما يعزز وجوده، ويضاعف قوته، ويحافظ على أهدافه في عالم تلفه الأزمات، وتلتهب فيه قضايا بالغة التعقيد.

كما أن نجاح دول التعاون في بناء اقتصادات قوية، في مواجهة أزمات سبق أن هزت اقتصادات العالم، من شأنه أن يؤكد على الثقة في إمكانية أن تحقق اقتصادات دول التعاون بتنسيق علاقاتها، وتبادل خبراتها، المزيد من التقدم والازدهار، وذلك لضمان رفاهة الأجيال الحالية والمستقبلية.

 

Email