جريمة في ووليتش

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في نيويورك وواشنطن؛ والعالمان العربي والإسلامي يدفعان ثمن قيام مجموعة باختطاف اسم الإسلام لتنفيذ هجمات ضد أهداف أميركية ذهب ضحيتها آلاف المدنيين. من المؤكد أن جميع الكوارث التي مرت بها دول إسلامية وعربية منذ ذلك الحين، بدءا بأفغانستان ومرورا بالعراق وصولا إلى كل ما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي الآن يرتبط بشكل مباشر بهجمات 11 سبتمبر وما تلاها من تبعات.


كان على الجميع أن يتعلموا أن إصلاح الخطأ لا يكون بطريقة خاطئة تجلب الدمار على بلاد العرب والمسلمين، وأنه لا بد من نهج طريقة مختلفة تؤدي إلى استرداد الحقوق دون تشويه صورة العرب والمسلمين وتدمير بلادهم وسفك دمائهم. فقد استغل أعداء الإسلام تلك الهجمات الإرهابية لتشويه صورة هذا الدين الحنيف وتصوير أتباعه على أنهم إرهابيون لا يجيدون غير الدمار وسفك الدماء.


وقد تلا تلك الهجمات عدة محاولات أخرى كانت في مجملها فاشلة، ولكنها كانت تتبع نفس الأسلوب في التفجيرات الانتحارية وغير ذلك. لكن ما حدث في منطقة ووليتش جنوب غرب لندن منذ أيام كان إرهابا ذا نكهة مختلفة. فقد هاجم شابان يحملان سكاكين وسواطير جنديا بريطانيا يتبع ثكنة عسكرية قريبة وأشبعوه طعنا حتى الموت ثم قطعوه إربا وهم يصرخون "الله أكبر". كل هذا حدث في وضح النهار وأمام أعين المارة دون أن يجرؤ أحد على التدخل.

أحد الشابين اقترب من شخص كان يصور بكاميرا جوال وبرر الجريمة بأنها رد على مقتل عشرات المسلمين يوميا وأن "العين بالعين والسن بالسن". الشرطة البريطانية أنهت المشهد عندما وصلت إلى مكان الجريمة وأطلقت النار على الشابين ونقلا إلى المستشفى.


السؤال هنا: كيف ستخدم هذه الجريمة البشعة قضية العرب والمسلمين؟ هل ستجعل الرأي العام البريطاني يقتنع بأنهم أصحاب قضية عادلة؟ الإجابة ببساطة هي أن مفعولها سيكون عكس ذلك تماما، وقد بدأت بالفعل حملة في الصحف البريطانية ضد هذه الجريمة البشعة، وبالطبع فإن التعبئة ضد المسلمين وتصويرهم كمجرمين متوحشين ستكون لعبة الإعلام الغربي.


آن الأوان ليستفيد العرب والمسلمون من تجاربهم ويغيروا نهجهم، فالاستمرار في تقديم الإسلام على أنه دين قتل – وهو من ذلك بريء - لن يضر إلا بالإسلام والمسلمين في نهاية المطاف.
 

Email