سوريا .. ومحاولة الخروج من النفق المظلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكّل الخُطة التي اعتمدتها اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا والتي يرأسها معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والتي تأتي تمهيدًا واستباقًا للمؤتمر الدولي المرتقب الشهر المقبل في جنيف محاولةً حقيقيةً وجادةً لحل الأزمة السورية والخروج بسوريا من النفق المظلم.

الخُطة العربية التي سيقوم كل من معالي الشيخ حمد بن جاسم رئيس اللجنة الوزارية العربية والدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بعرضها على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي بِناء على قرار اللجنة تستند إلى ما تمّ الاتفاق عليه في مؤتمر جنيف الذي عقد العام الماضي، فالخُطة العربية تتضمن حسب مصادر دبلوماسية عربية تشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة زمنية محددة في سوريا تمهيدًا لضمان الانتقال السلمي للسلطة في البلاد، وتؤكد الحفاظ على السلامة الإقليمية والنسيج الاجتماعي لسوريا، وتدعو إلى نشر قوات من الأمم المتحدة لحفظ السلام في مناطق النزاع تأكيدًا لاستمرار السلام والأمن للمدنيين، وضمان دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا. كما تضمنت عناصر الخُطة صياغة واعتماد دستور جديد للبلاد وخلق توافق بشأن العملية السياسية لتشكيل قاعدة للدولة السورية الجديدة، وذلك مع التأكيد على أن يتم وضع إطار زمني محدد لتحقيق كل هذه العناصر.

إن اقتراحات اللجنة العربية ستساهم - في حال الأخذ بها - في إنجاح المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية في جنيف المتوقع في شهر يونيو المقبل. فهي تستجيب لمطالب الشعب السوري المشروعة وتترك الباب مشرعًا أمام النظام السوري لإعادة حساباته ووقف العنف والقتل والاستجابة لمطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والتغيير.

نجاح اللجنة الوزارية العربية التي ستقوم بجهد استباقي يتمثل في إقناع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بعناصر هذه الخُطة والرؤية العربية للتعامل مع الأزمة السورية يعني بالضرورة نجاحًا لمؤتمر جنيف 2 الذي يمثل الفرصة الأخيرة لإنهاء الأزمة الإنسانية التي دخلت عامها الثالث وتسببت في مقتل عشرات الآلاف من السوريين وتهجير الملايين منهم داخل وخارج الوطن.

ما يجب أن يدركه أركان النظام أن قطار التغيير سيواصل طريقه ليصل إلى محطته النهائية وأن إرادة الشعوب هي المنتصرة دائمًا مهما بلغت التضحيات وأن مؤتمر جنيف 2 الذي سيؤكد على "الحكومة الانتقالية" التي ستضع الأسس لبناء سوريا الجديدة هي الفرصة الأخيرة لهم للاستماع إلى صوت الشعب السوري والرضوخ لمطالبه العادلة.
 

Email