قطار التنمية يسير حيث أريد له

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما فتئت الحكومة مستنيرة بتوجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تبذل جهودًا طيبة ملموسة ومقدرة في سبيل توفير أسباب العيش الكريم لأبناء هذا البلد في بيئة يسودها الأمن والاستقرار، وبفضل هذه التوجيهات النيرة قطعت الجهود الرامية إلى إحداث نقلات نوعية على كافة الصعد شوطًا كبيرًا، فكان الأداء الاقتصادي في إطاره العام يرتبط ارتباطًا مباشرًا بمستوى معيشة الإنسان العماني، كما يرتبط بمستوى النهوض بالاقتصاد الوطني، والخطط الطموحة لتوفير فرص العمل، وتحسين جميع القطاعات الخدمية مع أهمية الأخذ بالتنويع الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل ركيزة أساسية، وهي عملية متكاملة تدخل في إطار عملية التنمية الشاملة في كافة محافظات السلطنة.

لقد كانت لإشادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لدى ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء الموقر ببيت البركة العامر أمس مضامينها العميقة، خاصة وأنها تأتي من ربان سفينة النهضة المباركة، حيث استهل جلالته ـ أيده الله ـ الاجتماع بالتوجه إلى الخالق عز وجل بالحمد والشكر والثناء لما أنعم به على عُمان من خير عميم، سائلًا المولى العلي القدير أن يديم هذه النعم على البلاد وأهلها. فهذه الإشادة المقرونة بالتضرع إلى المنعم الواهب تعبر عن أريحية تامة واطمئنان كبير لدى جلالته بأن قطار التنمية يسير حيث أريد له، وحيث يمكن مشاهدة الأدوار التي تقوم بها جميع القطاعات الخدمية وخاصة في مجالات النفط والغاز والثروة الزراعية والسمكية والصناعة والتجارة والسياحة والنقل والاتصالات، وذلك تعزيزًا للنمو المستدام والتحول للاقتصاد الإنتاجي والتنويع الاقتصادي.

ولم تغب تنمية الموارد البشرية عن حرص جلالة عاهل البلاد المفدى ـ أعزه الله ـ في كل محفل ومناسبة، مسديًا توجيهاته السامية بأن تسخر الدولة كافة الإمكانات لتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية لتكتسب الخبرات اللازمة التي تؤهلها للالتحاق بالعمل مع إعطائها المرونة الكافية للاستقرار في مؤسسات القطاع الخاص الذي يتعاون مع الحكومة في مجال التشغيل والبناء، الأمر الذي سيجعل الكوادر العمانية المنتجة وحدها التي ستتولى عمليات الإنتاج وإدارتها في هذا الوطن إدارة كاملة، من خلال برامج التدريب والتأهيل على رأس العمل وصقل المهارات ومراكمة الخبرات، ومن خلال برامج التعمين الطموحة، وتوفير فرص العمل التي تؤمن سبل العيش الكريم والراحة النفسية والاستقرار الوظيفي ومن ثم الاستقرار الاجتماعي. كما لم يغب عن اهتمامات جلالته ـ أبقاه الله ـ قطاع الشباب ودوره في عملية التنمية وبناء وطنهم، ولذلك أكد جلالته على أهمية رعاية الشباب علميًّا وثقافيًّا ورياضيًّا، بما يمكنهم من المساهمة في خدمة وطنهم والاعتماد على أنفسهم وبناء حياة آمنة مطمئنة مستقرة، فالشباب على الدوام هم عصب التطور والتقدم والتنمية، لذلك لا بد من الاستفادة من طاقاتهم وتوظيفها في ما يخدم ذاتهم ويخدم وطنهم، مع التأكيد عليهم بضرورة التمسك بالقيم والمبادئ والعادات والتقاليد الأصيلة لمجتمعنا العماني والتي أعطته خصوصيته، وجعلت منه مضرب مثل ومثار اهتمام بمدى تمسك العماني بقيمه واعتزازه بعاداته وتقاليده والتي كانت وما زالت سياجًا حاميًا لمجتمعنا من الثقافات الأخرى وخصوصًا ما يتعارض مع قيم مجتمعنا ومبادئه وعاداته وتقاليده، ويتعارض مع قيم ومبادئ ديننا الحنيف.

وبحكم أن بلادنا ليست بمعزل عن محيطها الحيوي ولا بد لها من أن تتأثر به فإن جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ يولي عناية فائقة للأوضاع العربية والعالمية، ويسهم ببصيرته النافذة وخبرته السياسية العريضة في طرح الحلول وتفعيل جهود الوساطة، والمساهمة في كافة المحافل الإقليمية والدولية لتحقيق الأمن والاستقرار، وبسط مناخ السلم على مختلف المناطق التي وقعت في أتون الصراعات السياسية والعسكرية. ولهذا تفضل جلالته فأكد على ثوابت السياسة العمانية في العلاقه مع الغير، والعمل مع المجتمع الدولي لكل ما من شأنه خدمة الإنسانية، مع أهمية معالجة القضايا بالحكمة والروية من أجل أن تنعم جميع الدول بالاستقرار ومواصلة جهود التنمية لما لها من نفع لشعوبها.

حفظ الله جلالة السلطان وأمده من فيض مكرماته وسدد على طريق الخير خطاه إنه سميع مجيب.

Email