اسرائيل تحول جهود السلام الى مهزلة !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اعلان السلطات الاسرائيلية عن نيتها تحويل اربعة مواقع استيطانية عشوائية في الضفة الغربية الى مستوطنات ووسط استمرار الاستيطان في مختلف انحاء الضفة الغربية وخاصة القدس العربية المحتلة، وما تمارسه اسرائيل ومتطرفوها من انتهاكات جسيمة في الاقصى المبارك ووسط هذا الكم الهائل من الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان الفلسطيني وللقانون الدولي، فان اسرائيل تكون بذلك قد حولت ما يسمى بجهود السلام الى مهزلة ويكون الحديث عن السلام في ظل هذه الواقع نوع من خداع النفس طالما ان الطرف الآخر يعلن الرفض ويمارس على الارض ما ينسف ابسط القواعد والاسس اللازمة لاطلاق عملية سلام جادة وحقيقية.

يأتي كل ذلك بعد ايام من اعلان وزير الخارجية الاميركية جون كيري لاستئناف جهود السلام، وهو يثير تساؤلات عدة ليس فقط حول عدم صدق نوايا الحكومة الاسرائيلية بل وايضا حول جدية الجهود الاميركية في الوقت الذي لم نسمع فيه من واشنطن مواقف واضحة ازاء هذه الانتهاكات الاسرائيلية ولم نلمس تحركات جديا لوقفها.

والأغرب ان تعلن بعض الدول الاوروبية دعمها لهذه الجهود الاميركية دون ان تتحرك ايضا لوقف اسرائيل ومنعها من مواصلة سد الطريق امام السلام وفرضها وقائع يومية غير مشروعة في الاراضي المحتلة.

ان ما يجب ان يقال هنا مجددا ان السلام لا يمكن ان يصنع وسط كل هذا الظلم والقهر ووسط كل هذه الانتهاكات وحتى يمكن لجهود السلام ان تثمر فلا بد ان يلمس الشعب الفلسطيني تغييرا واضحا في سياسة الحكومة الاسرائيلية ونوايا جادة لا ان تنتهك مقدساته يوميا وتسلب اراضيه وتقام المستوطنات غير الشرعية عليها وتهود عاصمته ويحاصر احد جناحي الوطن الفلسطيني ...الخ من الممارسات الاسرائيلية. ولهذا يشعر كل فلسطيني اليوم ان جهود السلام ما هي الا ذر للرماد في العيون، وتشجيع للاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في تنفيذ مخططاته طالما ان المجتمع الدولي يسكت وطالما ان الضحية هو المطالب دوما بتقديم التنازلات.

كما ان ما يجب ان يقال هنا ان التساؤل الذي يطرح هنا ايضا هو: ما الذي نفعله كفلسطينيين وعرب ومسلمين ازاء هذه الصورة القاتمة وازاء هذه التحديات السافرة التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي والخذلان الدولي ؟! فالانقساميون لازلوا متمترسين في خنادقهم يمعنون في الاساءة لفلسطين وشعبها وتضحياتها، ويرسخو هذا الانقسام المأساوي غير عابئين لا بارادة الشعب ولا بتحديات الاحتلال، والامة العربية والاسلامية ابعد ما تكون عن موقف جاد لنصرة فلسطين وقضيتها او لاتخاذ القدس ومقدساتها، ولكن هل نتوقع من النظام العربي ومن هذه الأمة موقفا جادا ونحن على هذا الحال من الانقسام وغياب رؤية واضحة ومواقف فاعلة في مواجهة ما يجري ؟!

ومن المحصلة، فاناي تغيير لابد وان يبدأ من فلسطين شعبا وقيادة وفصائل، ولذلك يتحمل مسؤولية استمرار هذا التراجع واستمرار عدم الاهتمام العربي والدولي بما يجري كل من يصر على مواصلة الانقسام وكل من يصر على حرمان شعبنا من قول كلمته ويضرب عرض الحائط بهذه الارادة الشعبية، وكل من يمنع استعادة وحدة الموقف والعمل في مواجهة التحديات الجسام ويكتفي ببيانات الشجب والاستنكار والادانة متجاهلا ان شعبنا يستحق ما هو افضل من ذلك وان هذا الشعب الصابر المرابط اوعى من كل هذا التضليل الاعلامي والدعائي، وهو نفس الشعب القادر على النهوض مجددا من تحت الركام وقلب الموازين رأسا على عقب.
 

Email