فلسطين.. نكبة ونكسات

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرت الذكرى الـ65 للنكبة في فلسطين. والتي لم تكن للفلسطينيين فقط، بل للعرب والمسلمين في كل مكان.


تبلورت فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين أول مرة في المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897. بعد ذلك حاولت المنظمات اليهودية تكثيف هجرتها إلى فلسطين، لكن السلطان العثماني عبدالحميد أصدر قراره الشهير عام 1900 بمنع اليهود من الاستيطان في فلسطين؛ لأنه كان يعي مخططاتهم، بعد أن التقى به وفد صهيوني عام 1896، وحاول إقناعه بالسماح لليهود في الهجرة إلى فلسطين، وتقديم عرض مغر للسلطنة العثمانية شمل دفع جميع ديون الإمبراطورية التي وصلت إلى 23 مليون جنيه إنجليزي ذهبي، وبناء أسطول لحمايتها بكلفة 230 مليون فرنك ذهبي، لكن السلطان عبدالحميد رفض العرض وطرد الوفد الصهيوني.


في نوفمبر 1917، أعلنت الحكومة البريطانية وعد بلفور، الذي أيدت فيه إقامة دولة يهودية في فلسطين. كان اليهود في ذلك الوقت يشكلون نحو 8% فقط من سكان فلسطين، وكانوا يملكون نحو 2.5% من أراضيها. وفي 1918، بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، تم تقسيم الدولة العثمانية وفق اتفاقية سايكس-بيكو الموقعة في 1916 بين فرنسا وبريطانيا، بمباركة روسيا القيصرية. ووضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وفتح باب هجرة اليهود إلى فلسطين على مصراعيه.


في 1947، أصبح اليهود يشكلون 31% من سكان فلسطين، وأسسوا منظمات إرهابية مسلحة. وعندما أعلنت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين وتأسيس دولة إسرائيل عام 1948، كان عدد المسلحين اليهود 75 ألفا، وكانوا على أعلى مستوى من التدريب والتسليح. وفي 1967، هاجمت إسرائيل مصر وسورية والأردن، واحتلت مزيدا من الأراضي، بما فيها القدس الشرقية. ومنذ ذلك الوقت، تعرض "الأقصى" لعدة محاولات لإحراقه وتدميره.
الفلسطينيون قاموا بانتفاضتين شهيرتين ضد الاحتلال: الأولى في ديسمبر 1987، والثانية في سبتمبر 2000 بعد اقتحام شارون برفقة 3000 مسلح للمسجد الأقصى.


إن على العرب والمسلمين ألا ينسوا أن تحرير فلسطين ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي مسؤولية على الجميع أن يتحملها، وعسى أن نحتفل يوما بتحرير المسجد الأقصى بدلا من إحياء ذكرى النكبة.
 

Email