الكرة في ملعب الباحثين عن عمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ صدور التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه– بشأن توظيف الشباب الباحثين عن عمل، في القطاعات الحكومية والعسكرية والقطاع الخاص، في إطار الخطة الوطنية لاستيعاب المواطنين الباحثين عن عمل، بذلت في الواقع، ولا تزال تبذل جهود عديدة، طيبة ومثمرة أيضا، سواء من جانب الحكومة أو من جانب القطاع الخاص، على صعيد استيعاب أكبر عدد ممكن من الأبناء والبنات الباحثين عن عمل والراغبين فيه. وبالفعل تم، ويتم توظيف أعداد كبيرة يتم الإشارة إلى بعضها أحياناً في وسائل الإعلام المختلفة.


ومع الوضع في الاعتبار ما تم من عمليات حصر وتسجيل وتصنيف للباحثين عن عمل، بشكل علمي ومنظم، من أجل بلورة وتكوين صورة صحيحة ومحددة في هذا المجال، تكون أساساً للكثير من الخطوات اللاحقة، في مجالات التخطيط والتدريب والتوظيف وغيرها، فإن الإعلان الذي تم من جانب وزارة الخدمة المدنية، والذي يحدد وظائف شاغرة في الوزارات ووحدات الجهاز الإداري للدولة يتجاوز عددها خمسة آلاف وظيفة، هو خطوة إيجابية وموفقة، تكمل ما تم الإعلان عنه من قبل من جانب وزاراتي الصحة، والأوقاف والشؤون الدينية، بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية. وفي حين يفتح هذا الإعلان آفاقاً أخرى أمام الأبناء الباحثين عن عمل، فإنه في الواقع ينقل الكرة إلى ملعبهم، ويضعهم، على المستويين الفردي والأسري، أمام مسؤولياتهم حيال انفسهم وحيال المجتمع والوطن أيضاً؛ لأن تشغيل الشباب واستيعابهم في وظائف وأعمال ومهن ومشروعات مختلفة من شأنه أن يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع، ليس فقط اقتصادياً وتنموياً، ولكن أيضاً اجتماعياً وانسانياً.


وإذا كانت الحكومة تبذل قصارى جهدها، وتعمل بالتعاون مع القطاع الخاص العماني، الذي يشارك في هذه المهمة الوطنية، حيث تتوفر له الكثير من القدرات في هذا المجال، كما أشار إلى ذلك جلالة القائد المفدى، فإن الشباب مطالب بالاقبال على الوظائف والمهن والاعمال المتاحة، لكي يسهم بشكل فعال في تحقيق المزيد من التقدم والرخاء له وللوطن أيضا، ولكي يحقق ما يصبو اليه، حاضراً ومستقبلاً. وتجدر الإشارة إلى أن عمليات التدريب تقوم بدور حيوي في اعداد الشباب واعادة توجيههم إلى مجالات العمل المتاحة للاستفادة منهم إلى أبعد مدى ممكن وليفيدوا انفسهم أيضا.


وفي حين يحثنا ديننا الحنيف على العمل وعلى الاجادة فيه، باعتبار ان العمل حق، وواجب وشرف أيضا، فإن المواطن العماني عرف دوماً باحترامه للعمل، وتقديره لمن يعمل، بغض النظر عن طبيعة هذا العمل ومجاله، طالما انه عمل مشروع، وما أحوجنا الآن إلى تعميق وترسيخ هذه القيمة النبيلة، لنتحول إلى مجتمع عامل، ينتج أكبر قدر ممكن من احتياجاته الأساسية، ويسعى الى تطوير قدرات أبنائه في كل المجالات. اما التمنع والانتظار أو تفضيل البقاء بدون عمل على القبول بوظائف واعمال معروضه، فإنه ليس من شيم المواطن ولا المجتمع العماني.

 

Email