"لا مكان للأسد في سورية المستقبل"

ت + ت - الحجم الطبيعي

في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عقدت أمس بشأن التصويت على قرار يدين تصاعد أعمال العنف في سورية، أكدت المملكة موقفها الثابت والواضح من هذه القضية، وحملت النظام السوري مسؤولية المجازر التي يرتكبها ضد شعبه منذ عامين، والتي أدت إلى تصاعد أعمال العنف هناك، كما أكدت من قبل أنه لا مكان للأسد في سورية المستقبل.

موقف المملكة ينتقد أيضا المجتمع الدولي، ويحمله جزءا من مسؤولية تطور الصراع في سورية، بسبب تراخيه كثيرا في إيجاد الحلول للأزمة السورية، كما أوضح ذلك ممثلها في الأمم المتحدة أمس.

وكعادة النظام السوري، فإن بشار الجعفري، لوح بتقسيم سورية وتدميرها إذا استمرت الأزمة، وكأنه يهدد المنطقة بتقسيم سورية في حال التصويت بالإجماع على بنود القرار الذي تقدمت به الدول العربية، وكعادة النظام السوري أيضا هاجم الجعفري الدول التي ساندت المعارضة واختارت التضامن مع الشعب السوري، وعلى رأسها المملكة.

بالتأكيد إن مستقبل سورية لن يقبل ببشار ونظامه على الإطلاق، فدماء 80 ألف قتيل ـ هم حصيلة الثورة الشعبية السورية في عامين ـ تقتضي على السوريين عدم السماح لهذا النظام بالاستمرار، وكذلك من هجروا ونزحوا إلى تركيا أو الأردن، والذين قاربت أعدادهم المليون نازح، لن يسمحوا لنظام أراق دماء أطفالهم وشبابهم وشيوخهم أن يظل في الحكم.

ولأن الأمم المتحدة أصبحت رهنا للدول الكبرى، فإن التسويف والمماطلة هما نهج المجتمع الدولي حتى مؤتمر جنيف 2، الذي سيعقد نهاية الشهر، والذي سيجمع الأطراف كافة، التي جعلت من مستقبل الشعب السوري ساحة صراع مروع لأجنداتها السياسية الخاصة، خاصة الولايات المتحدة وروسيا، ولذا ينبغي على المعارضة السورية الاتفاق على أجندات سياسية واضحة بشأن مستقبل سورية، وموقفها من نظام بشار، فاختلاف المعارضة قد يقوي شوكة النظام ومؤيديه؛ لأن القوى الكبرى لا تعترف إلا بمصالحها وأجنداتها في المنطقة، كما أن المعاناة الإنسانية للشعوب تغيب عن سياسيي هذه الدول. والواضح أن مزيدا من الدماء ستهدر حتى انعقاد المؤتمر الذي سيجري نهاية الشهر.
 

Email