في ذكرى النكبة : متمسكون بحقوقنا رغم الأقوال الكثيرة والأفعال القليلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحيا شعبنا الفلسطيني أمس، وفي أماكن تواجده كافة ، ذكرى مرور ٦٥ عاما على يوم النكبة او ذكرى قيام اسرائيل الذي يمثل يوم النكبة لنا. وفي هذه المناسبة أقيمت المهرجانات والتظاهرات والمؤتمرات، وتسابق الخطباء للتأكيد على الحقوق الوطنية وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ودوت الصافرات للوقوف ٦٥ ثانية، كما وقعت اشتباكات بين الشبان وقوات الجيش الاسرائيلي في اكثر من موقع وأصيب عدد منهم.

ان هذه الفعاليات مهمة في جانب واحد من الصورة ، وهو ترسيخ وتدعيم وتعبئة المشاعر للأجيال كلها جيلا بعد جيل، بالنكبة التي لحقت بنا وبالتمسك بالحقوق وعدم الاستسلام مهما تكن التحديات، وتأكيد بطلان نظرية مئير التي قالت بعد النكبة ان الكبار سيموتون والصغار سوف ينسون، والغريب في نظريتها هذه انهم يؤكدون ما يسمونه «حقاً في وطنهم» بعد آلاف السنين ، ويتوقعون ان ننسى بعد عشرات السنين، وهذه الفعاليات والمهرجانات تؤكد ان شعبنا لا ينسى ولن ينسى حقوقه أبداً طال الزمان او قصر وأن المستقبل لنا ولأجيالنا القادمة من بعدنا.

لكن هذه النشاطات تظل في إطار الأقوال ونحن في هذه المرحلة تحديداً بأشد الحاجة الى الأفعال على المستويات الفلسطينية والعربية والاسلامية أساساً. ففي اليوم الذي كنا نحيي فيه ذكرى النكبة ونؤكد تمسكنا بحقوقنا كان عشرات المستوطنين يقتحمون الحرم القدسي المرة تلو المرة ، وتزداد المطالبات الرسمية والحزبية في اسرائيل،بتقسيم المسجد الأقصى بالزمان والجغرافيا وإقامة هيكل هناك.

وصار الخطر الذي يتهدد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد(صلى الله عليه وسلم ) خطرا جديا وحقيقيا وقريبا. هذا بالاضافة الى كل الممارسات المعروفة من استيطان ومصادرة اراض وهدم بيوت وتهجير للمواطنين، بما يهدد فعلا كل احتمالات إقامة الدولة على حدود ١٩٦٧ كما يهدد القدس بالتهويد القوي.

وفي اليوم الذي كنا نحيي فيه ذكرى النكبة أيضا، وجدها البعض مناسبة لكيل الاتهامات للبعض الآخر، رغم ما سمعناه عن مشروع اتفاق لتشكيل حكومة توافق وإجراء انتخابات والاحتكام لرأي الشعب، وهذه أيضا صورة أخرى من صور النكبة بهذا الانقسام الذي يدمر ويمزق العمل الفلسطيني ويقدم الدعم المجاني للاحتلال وممارساته.

ان نكبة شعبنا لم تتوقف منذ عام النكبة ، وهي مستمرة بصور وأشكال مختلفة سواء داخل الوطن المحتل او داخل الخط الأخضر او في كل أماكن المهاجر والغربة في سوريا ولبنان وكل أنحاء العالم، لكن شعبنا في هذا اليوم وهذه الذكرى يؤكد أنه أقوى من كل الصعاب وأن إيمانه بحقوقه وأرضه ثابت لا يتزعزع وسيظل الأمل عنوانا لنا رغم كل التحديات والأخطار.
 

Email