فلسطين باقية وشمسها لن تغيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحيي الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل وفي الشتات اليوم الذكرى الخامسة والستين للنكبة الفلسطينية التي ما زالت فصولها مستمرة حتى اليوم، حيث ما زالت دولة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوها يمارسون العنف والقتل والإرهاب ويصادرون الأراضي ويسيئون إلى الأديان والمساجد والكنائس ويحرقون الكتب المقدسة "القرآن والإنجيل" دون أن يتحمل المجتمع الدولي الذي ساهم في نكبة الشعب الفلسطيني مسؤولياته في منع الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.

لقد راهنت دولة الاحتلال الإسرائيلي على مدار العقود الستة الماضية على أنها ستنجح في اجتثاث الشعب الفلسطيني من جذوره ومحاولة طمس هويته وتغييب وجوده على الأرض ونكرانه بشكل كامل، لتصبح القضية الفلسطينية في طي النسيان وهو الرهان الذي فشلت فيه، حيث ما زالت الأجيال الفلسطينية تتوارث مشروع التحرير والعودة وتحمل راياته في الوطن والشتات، ففلسطين باقية وشمسها لن تغيب.

إن الشعب الفلسطيني الذي تعرض للقتل والتهجير والنفي "من أجل إنشاء دولة إسرائيل" ما زال بعد هذه العقود الطويلة وبعد عشرات آلاف الشهداء متمسكًا بحقه في العودة إلى بلاده وإقامة دولته المستقلة واستعادة كل ذرة تراب اغتصبها الاحتلال وهو الحق الذي تتوارثه أجيال الشعب الفلسطيني جيلاً بعد جيل.

لقد تمادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجماعات اليهودية المتطرفة في انتهاك حرمات المسجد الأقصى المبارك واقتحامه وتنديس المقدسات الإسلامية والمسيحية، كما تصاعدت خلال السنوات الأخيرة عمليات مصادرة الأراضي الفلسطينية في القدس وفي مدن الضفة الغربية المحتلة وتهويدها، كما واصلت رفضها الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الأمر الذي يهدد باشتعال حرب دينية ستشعل المنطقة بأكملها.

إن العدوان الإسرائيلي المستمر على مدينة القدس المحتلة التي تسعى إسرائيل لتهويدها يتحمل مسؤوليته مجلس الأمن الدولي باعتباره المسؤول عن الأمن والسلم الدوليين، فاستمرار إسرائيل في العبث بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة سيؤدي في النهاية إلى اشتعال المنطقة.

لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يغادر مقاعد المتفرجين ويتحرك لإنصاف الشعب الفلسطيني الذي ظلم على مدار العقود الستة الماضية لإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وتنفيذ القرارات الدولية التي تؤكد حق العودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
 

Email