تفجيرات الريحانية.. لماذا تركيا بالتحديد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصل عدد ضحايا الصراع الدموي في سورية إلى حوالي 82 ألف قتيل. وكأن هدف نظام بشار ومؤيديه هو التطهير العرقي، أو الطائفي.. لا نعلم، إلا أن تغييرا ديموغرافيا كبيرا سيحدث في سورية مستقبلا. ويبدو أن نظام بشار عازم على التضحية بكل من يقف في طريقه، فهو يستميت في إحراق سورية وما حولها، ظنا منه أن لغة السلاح والقتل أكثر إقناعا على أرض الواقع من أي حلول دبلوماسية أخرى، من هنا جاءت تفجيرات الريحانية قرب الحدود السورية في تركيا، والتي راح ضحيتها 48 قتيلا حتى الآن، ناهيك عن عشرات الجرحى والمفقودين.

عمل إرهابي بهذا الحجم ـ ربما لم تشهده تركيا من قبل بالرغم من ملف الأكراد الذي تعاني منه ـ لا تقوى على تنفيذه إلا أجهزة استخباراتية تمتلك خبرات كافية في ممارسة هذه الأعمال، ولن نستشهد باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي جاء بطريقة مماثلة، غير أن النظام السوري هو الوحيد الذي ربما يستفيد من هذا العمل الإجرامي، لإشعال تركيا داخليا، فقد ظهر عشرات المحتجين في ذات البلدة التي شهدت

لتفجيرات يطالبون الحكومة التركية بالاستقالة، فتركيا بلد مؤسسات وأحزاب، وعمل إرهابي كهذا من شأنه التأثير على أداء الحكومة وأجهزتها الأمنية، وربما أراد نظام بشار استفزاز تركيا للدخول عسكريا في الأزمة السورية، وهو ما فهمه الساسة الأتراك جيدا، فقد علق إردوغان قائلا: "لن نقع في الفخ الذي يحاولون دفعنا إليه".

تركيا لن تتدخل وحدها في الأزمة السورية، لن تدفع فواتير أخرى تضاف إلى مساعداتها لأكثر من 400 ألف لاجىء سوري على أراضيها، والنظام السوري يعلم ذلك جيدا، ولكنه يريد إيقاف دعم تركيا القوي والمؤثر للثورة السورية، وسعيها إلى إزاحة نظام بشار بأي الطرق، ولكن ضمن إطار يحدده المجتمع الدولي.

رئيس الوزراء التركي إردوغان سيزور الولايات المتحدة بعد يومين، وبالتأكيد فإن محادثاته مع واشنطن ستركز على الصراع السوري وآثاره الإقليمية في حال استمراره، وربما سيكون لتركيا حضور مؤثر في المؤتمر الذي سيعقد نهاية هذا الشهر لإنهاء أزمة سورية برعاية أميركية روسية.
 

Email