زيارة خالدة .. وذات مغزى عظيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

 إن الاقتصاد يعد بمثابة العصب في جسد أي دولة، ويعد مؤشرًا حقيقيًّا تقاس به مسيرة الدول قوةً وضعفًا، صعودًا وهبوطًا وفق الأرضية التي سخرتها الدولة له ليقف عليها.

وقد أخذت السياسة الاقتصادية في السلطنة كغيرها من السياسات الساعية إلى تنويع مصادر الدخل وإحراز مركز متقدم وبلوغ مكانة تنافسية على الصعيد العالمي، تبحث عن روافد متعددة تغذي عصب الاقتصاد الوطني، وتعطيه الحيوية والقدرة على النمو والصلابة والقوة، من خلال وضع خطط اقتصادية مضمونة النتائج والأهداف، ووضع تشريعات وقوانين مشجعة للاستثمار، انطلاقًا من قاعدة أن الاعتماد على مصدر واحد للدخل لا يتفق مع مفهوم الاقتصاد النامي والمتقدم، وفي إطار ذلك ركزت السياسة الاقتصادية للسلطنة على الصناعات الأخرى الموازية للصناعات النفطية، حيث سجل قطاع الصناعات التحويلية على سبيل المثال ارتفاعًا ملحوظًا في القيمة المضافة للأنشطة غير النفطية والقيمة المضافة للصناعات التحويلية ونسبة مساهمتها في الناتج المحلي، فضلًا عن ارتفاع إجمالي الاستثمارات المتراكمة لرأس المال الثابت في هذا القطاع.

ومع ذلك يظل قطاع النفط والغاز يحتل مركز الريادة في الدخل الوطني، ليسهم من خلال هذا الموقع في تحقيق هدف تنويع مصادر الدخل، ولذلك يحظى هذا القطاع بالاهتمام السامي ومتابعة مباشرة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وفي هذا الإطار جاءت زيارة جلالته السامية أمس لشركة تنمية نفط عُمان بسيح المالح، حيث قام جلالته ـ أيده الله ـ بجولة تفقدية داخل المبنى واستمع إلى نبذة عن بعض المشاريع المهمة التي تنفذها الشركة في عدد من مناطق الامتياز والتي من المتوقع أن تساهم مستقبلًا في زيادة كميات إنتاج السلطنة من النفط والغاز وتعزيز احتياطياتهما. وما من شك فإن هذه الزيارة السامية ستعطي دفعًا قويًّا لقطاع النفط والغاز، وتذكرنا في الوقت ذاته بزيارة مماثلة قام بها جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى منطقة الرسيل الصناعية في التاسع من فبراير عام 1991م، وهما زيارتان بلا شك خالدتان وتحملان دلالات ومغازي وأهدافًا كبرى، حيث تلتقي هاتان الزيارتان في بعدهما الاقتصادي وبعث رسالة واضحة أن الاقتصاد الوطني يمثل اهتمامًا كبيرًا لدى قائد مسيرة النهضة المباركة، لكونه الضمانة التي تمكن مسيرة النهضة المباركة من تحقيق الأهداف والغايات التي جاءت من أجلها، والإصرار على عدم جعل عجلة الزمن تقف أو تدور إلى الوراء حيث الصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي كانت ماثلة آنذاك، وكانت تشكل تحديًا حقيقيًّا أمام أبناء هذا الوطن العزيز، ولذلك فإن الزيارتين مع ما سبق من توجيهات ومراسيم سامية في الشأن الاقتصادي والاستثماري والتجاري، وما سيتبعهما تبرز مجتمعة الدور الاستثنائي لقائد استثنائي آلى على نفسه حمل مسؤولية وطنية، وتؤكد نجاحاته أنه كان على الدوام أهلًا لها بامتياز.

إن أبناء عُمان الأوفياء وهم يرون هذا الاهتمام العظيم من لدن قائد مسيرة نهضتهم المباركة، يسمو في أعينهم وقلوبهم وعقولهم هذا الوطن الغالي وقائده العظيم، فحري بنا أن نشعر بالامتنان في هذه المناسبة العزيزة لجلالة عاهل بلادنا المفدى ـ حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه ـ ونثبت له أننا عند حسن ظنه بنا، وأن تكون سواعدنا سواعد بناء قادرة على إضافة مداميك جديدة إلى التنمية الشاملة في بلادنا.

Email