قطر.. مواقف سيذكرها التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيذكر التاريخ، في كتابه المجيد، أن قطر كانت شريكا أصيلا لشعوب الربيع العربي، ليس فقط بمساهمتها الفاعلة- سياسيا وإعلاميا- في إهلاك

 الأنظمة الباطشة، المستبدة، وإنما- أيضا- بمساهماتها المادية، لاحتواء كارثة التشريد الممنهج، التي أرادت بها بعض تلك الأنظمة، كسر عظم الثورة، وإرادة الثوار، وإرباك الجوار، والمجتمع الدولي كله بكوارث إنسانية.

التاريخ، يشهد أن دور قطر الإنساني كان دورا أصيلا، في ربيع ليبيا.. وقي ربيع سوريا.. وهو دور يستمد أصالته من أصالة قطر، ومن تأدبها بتعاليم دينها، وكريم أعرافها وتقاليدها.. ويستمد أصالته من إيمان قطر بواجبها القومي، وواجبها الإنساني،

 في الوقت ذاته.

ما يحدث للسوريين الفارين من القتل والفظائع، إلى المخيمات- في داخل سوريا وما وراء حدودها، فظيع.. وهو أكبر من طاقة المنظمات الإنسانية في الداخل، وأكبر من طاقة دول الجوار.. هذا ما تقول به كل الشواهد في الداخل، وتقول به كل الشواهد بالمخيمات في لبنان، وتركيا، والأردن.. وهذا ما أدركته قطر من الوهلة الاولى، وهي تشمر عن ساعد مروءتها، لتكون إنسانيا، في قلب الكارثة، تحاول ما استطاعت التخفيف منها، وشعارها «لا خير فينا إذا لم نكن هنا».

في الأخبار، أن المرحلة الرابعة من المساعدات القطرية لمخيمات اللاجئين السوريين في شمال لبنان، قد بدأت لتأمين الغذاء والكساء والدواء والخدمات الصحية لمئات الآلاف في البقاع الشمالي، وعكار، والضنية، وطرابلس، وعاليه، في تمام الوقت الذي تجري فيه إغاثة قطر للسوريين في دمشق، وريفها، وريف ادلب، وفي المخيمات على حدود تركيا.

قطر التي كانت مع الشعب السوري، منذ أول هتاف مطالب بالحرية والكرامة، لم ولن تتراجع..

ستبقى دائما إلى جانب ذلك الشعب الشقيق، إلى أن يقطف ثمار ثورته الجبارة: حرية وعدلا وكرامة.

 
 

Email