ارحموا الشعب السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيظل الموقف القطري من الأزمة السورية قائمًا على مبدأ احترام خيارات الشعوب في الحرية والديمقراطية وتجنيب سوريا وشعبها المزيد من نزيف الدماء والمآسي الإنسانية ووضع الأزمة على مسار الحل السياسي المفضي إلى تحقيق تطلعات السوريين في الحرية والديمقراطية ويحفظ لسوريا سيادتها ووحدة شعبها وأراضيه.


هذا المبدأ تعلنه قطر في كل محفل دولي وعربي ساعية إلى إقناع العالم بالاستجابة لدعوات الحرية ونداءات الشعوب ووقف كل الانتهاكات التي تحدث على أرض سوريا من مذابح وحمامات دماء وهو مبدأ أكسبها احترام العالم وعزز مصداقيتها كدولة محبة للسلام تسعى بكل ما أوتيت من قوة لنزع فتيل الأزمات حتى تنعم الشعوب بالأمن والطمأنينة والتنمية.


إن ما يحدث في سوريا من جرائم فاق كل الجرائم الإنسانية في التاريخ وحول الشعب السوري إلى قتلى وجرحى ومعاقين ومشردين فضلاً عن ملايين الأيتام والأرامل، فالنظام الذي يقصف شعبه بالكيماوي الذي شرع في عمليات تطهير عرقية لكل المعارضين له، من أجل بث الرعب في قلوب مواطنيه يجعل من الصعب الوثوق فيه وبالتالي لا مفر من رحيله كمطلب دولي وسياسي واجتماعي بل وإنساني.


العالم كله أصبح مطالبًا أكثرمن أي وقت مضى وبعد وصول عدد القتلى إلى 100 ألف واللاجئين إلى 4 ملايين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، أن يتحرك فقد فشلت كل المبادرات في أن توقف هذه المأساة ولم تجد قرارات الجامعة العربية والمجتمع الدولي من جانب النظام السوري سوى مزيد من القتل والقمع وسفك الدماء حتى امتلأت أراضي سوريا بجثث المطالبين بالحرية وامتلأت مخيمات النازحين بالفارين من الجحيم وصارت عبئًا على الدول المضيفة ودول الجوار.


قطر قالت كلمتها وهي ضرورة وقف العنف ونزيف الدم والاستجابة لتطلعات الشعب السوري، فالأزمة لا تحتاج إلى كلمات دبلوماسية أوعبارات هدفها التسويف والمماطلة بل تحتاج إلى قرارات فورية تكفل وقف القتل والتدمير ورحيل النظام الفاشي لأنه لم يعد له مستقبل في سوريا الجديدة.


الهدف يجب أن يكون واضحًا للجميع، وهو إنهاء العنف والانفصال بشكل سليم عن الماضي، والتحول إلى سوريا الجديدة التي تحترم بها حقوق جميع المجتمعات والطوائف وتحقق تطلعات الشعب إلى الحرية والكرامة والعدل, الهدف هو رحيل النظام فلم يعد ممكنًا الثقة فيه أو التعامل مع أي مبادرات تصدر منه، فهي مبادرات ظاهرها الإصلاح والديمقراطية وباطنها مزيد من القتل والدماء.


نريد سوريا جديدة وهذا لن يتحقق إلا برحيل نظام فقد شرعيته وكل أسباب وجوده.
 

Email