هل واشنطن جادة في إنهاء الأزمة السورية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن واشنطن أصبحت جادة أكثر في محاولتها حل الأزمة السورية، ووقف القتال الشرس الدائر هناك منذ عامين، ولعل الولايات المتحدة قد وافقت ضمنا على الغارات الجوية الإسرائيلية على سورية قبل أيام؛ لتكون رسالة واضحة قبل زيارة كيري إلى موسكو للاتفاق بشأن سورية، فالعالم يدرك أن الدعم الأميركي لإسرائيل لم يكن عبثا، فهي الذراع الحديدية لواشنطن في المنطقة، وعليها أن تؤدي دورها كما يجب. ويبدو أن الرسالة قد فهمت جيدا من قبل الطرف الروسي، فإن كانت موسكو قد عارضت أي تدخل عسكري لحل الأزمة السورية عن طريق مجلس الأمن باستخدامها الفيتو، فإن المدة الطويلة التي لعبت فيها روسيا دورا عالميا بارزا لاستعادة بريقها السياسي كقوة عظمى كافية حتى الآن؛ لأن الأمور على أرض الواقع يجب أن تنتهي، فالأميركيون يعون أن إطالة أمد الحرب في سورية تعني خروج الصراع الدائر عن المحيط السوري إلى الإقليم بأكمله، وهذا ما لا ينبغي.

اتفق الطرفان ـ وبلغة دبلوماسية واثقة ومطمئنة كما يبدو من تصريحات كيري ونظيره لافروف ـ على ضرورة إنهاء الأزمة السورية سلميا، واتفقا على عقد مؤتمر يجمع النظام والمعارضة نهاية الشهر الحالي، وأن يكون اتفاق جنيف الماضي الذي رسمه كوفي عنان، خارطةَ طريق لإنهاء الصراع في سورية.

الجديد في الأمر هو تلميح لافروف بأن روسيا ليست ملتزمة بحماية الرئيس الأسد ونظامه، أما كيري فقد صرح بأن المعارضة والنظام هما من يحددان شكل الحكومة الانتقالية لإجراء انتخابات ديموقراطية، ويعني هذا أن دور واشنطن وموسكو يقتصر على الضغط الدبلوماسي، وتحديد المصالح الخاصة لكل طرف في سورية المستقبل، وما عدا ذلك فالأمر لا يعني سوى السوريين. أي أن روسيا وأميركا تركتا مصير الأسد معلقا حتى الآن.

المعارضة السورية وعلى لسان سمير النشار عضو الائتلاف شككت في نتائج اللقاء، وأبدت تخوفها من أن يكون المؤتمر القادم ستارا دبلوماسيا للضغط عليها للقبول ببقاء الأسد أو رموز نظامه في الحكم الانتقالي، وهو خوف مبرر، خاصة إذا علمنا أن سياسية ديموقراطيي أميركا خارجيا لا ترتكز على شعارات نشر الديموقراطية قدر تركيزها على النجاح في إنهاء الأزمات، وتوسيع النفوذ بما يسمى القوة الناعمة. لكن المهم أن قادم الأيام سيكشف ما التبس من غموض بشأن إنهاء الأزمة السورية.
 

Email