تداعيات الغارات الإسرائيلية تنذر بحرب إقليمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الغارات الإسرائيلية على سورية بزعم تدمير صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى حزب الله اللبناني، تستدعي وقفة موضوعية في ظل المخاوف العربية والدولية من امتداد النزاع إلى دول الجوار، وتحوله إلى حرب إقليمية، إثر وعيد دمشق بالرد في الوقت المناسب.

التدخل الإسرائيلي أثار غضبا عربيا، وهو بالفعل تدخل غير مرغوب فيه، استنكرته ونددت به جامعة الدول العربية، ولكن وبموضوعية أكبر: ما الذي أدى إلى ذلك؟ ما الذي جعل المشهد السوري ساحة للحرب بالإنابة، ومجالا لتصفية الحسابات بين الأنظمة المتصارعة في المنطقة؟ إنه نظام بشار، بكل وضوح.

التوتر الحاصل الآن على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وعلى حدود الجولان المحتلة دفع القوى السياسية المعنية إلى سرعة البحث عن حل لوقف مجازر النظام، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي العربية.

الحل السياسي للأزمة أصبح مستبعدا تماما في ظل تلميحات بتوقع إعلان المبعوث العربي والدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي استقالته منتصف الشهر الجاري، بعدما أصبح الصراع بالغ الخطورة، ولا يقتصر على الداخل السوري فحسب؛ وإنما على دول الجوار الإقليمي.

في ظل هذا المناخ، أصبح الحديث عن التدخل الدولي لوقف المجزرة أكثر قبولا، كما أصبح رحيل الأسد عن البلاد أكثر مشروعية.. وهذا ما سعى إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته إلى موسكو أمس. فقد كشفت تقارير أميركية أن كيري سيسعى إلى احتواء التوتر المتصاعد في شرق المتوسط عبر إقناع موسكو بالموافقة على قرار صادر عن مجلس الأمن يطلب من بشار الأسد مغادرة البلاد طوعا ويتيح للدول الأعضاء التدخل للحيلولة دون انفجار الموقف وتحوله إلى حرب واسعة النطاق.

إصرار النظام السوري على التمسك بمقاليد الحكم وفقا لحسابات إقليمية تتعارض مع مصلحة البلاد؛ سيؤدي إلى مزيد من التدخل الدولي في الساحة السورية، وهو ما ترفضه النظم العربية، ولكن عناد الأسد وإصرار نظامه على ارتكاب الجرائم الإنسانية بحق الشعب الأعزل سيمنح المجتمع الدولي مشروعية التدخل.
 

Email