خطة «برافير» الإسرائيلية وغاياتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل الدولة العبرية إحداث تغييرات بنائية وديموغرافية في كل الأراضي العربية التي في حوزتها والتي تخضع لسيطرتها، ومنها استعدادها لتنفيذ خطة «برافير» التي تنطوي على إخلاء عشرات القرى العربية بالقوة الجبرية من سكانها، والتي بمقتضاها ستغير إسرائيل هوية النقب تماما، بعد إخلائه من سكانه العرب الذين يسكنون في هذه الصحراء منذ قرون طويلة خلت، لتمسح عنهم استحقاق المواطنة على أرض يمتلكونها، ولم يغادروها أو يفرطوا فيها.

في واقع الأمر إن لجوء إسرائيل إلى هذه التغييرات الديموغرافية لا تقتصر غايته عند محاولة اقتلاع سكان عرب من أرض تمتد جذورهم غائرة في أحشائها، ولكن لأن حركة الاستيطان النشطة حاليا في إسرائيل تستهدف التغول على الأرض في كل الاتجاهات، وكذلك لأن إسرائيل تسعى إلى تنفيذ عدة مشروعات في النقب، من بينها مشروع إنشاء خط للسكك الحديدية وأنبوب للغاز يربط بين ميناءي أسدود على البحر الأبيض المتوسط، وميناء إيلات على البحر الأحمر، فالدولة العبرية تتطلع إلى الالتحاق بنادي الدول المصدرة للطاقة، بعد بدء الإنتاج من حقول النفط والغاز المكتشفة حديثا في أعماق المتوسط، ومن ثم فإن إسرائيل التي لا يهمها إلا مصالحها، تعصف الآن بالسكان العرب في النقب، وتدفع بهم إلى أن يهيموا على وجوههم، ربما بلا مأوى بديل، ولتنشط في تغيير كل وجوه الحياة في هذه الصحراء، ولتمسح عن الأرض أحد أهم ملامحها التي بقيت عبر التاريخ، وهو سكانها العرب الذين لم يبارحوها، ولم تضعف وشائجهم بها، ولم تتبدل ثقافتهم التي تمسكوا بها رغم كل الضغوط، ومن ذلك فإن خطة «برافير» هي خطة استيطانية، وعنصرية بامتياز، لأنها لا تسلم بحقوق السكان العرب في البقاء على أرضهم، وتمضي في خططها الخبيثة لابتلاع الأرض وثرواتها.

 
 

Email