رسالة قطرية حضارية
شكل افتتاح واحد من أكبر وأجمل المراكز الإسلامية في مدينة رييكا، التي تعد واحدة من أكبر المدن في كرواتيا وأكبر الموانئ الأوروبية عيدا مبهجا عند آلاف المسلمين الكروات الذين حضروا الاحتفال بافتتاح المركز الإسلامي ورسالة حضارية تعكس الصورة الحقيقية عن الدين الإسلامي وعن المسلمين.
المركز الذي شيدته دولة قطر بتكلفة إجمالية ناهزت 10 ملايين يورو وبدعم سخي من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى يؤكد للمسلمين في كرواتيا أنهم في قلوب وعقول أبناء الشعب القطري وفي قلوب وعقول أبناء الأمة العربية والإسلامية وأن عطاء ودعم سمو الأمير المفدى للشعوب الإسلامية عطاء ودعم بلا حدود.
المركز الإسلامي شكل إضافة مهمة للمدينة الكرواتية وللمسلمين فيها حيث تبلغ مساحته الإجمالية 10.816 مترا مربعا، ويضم جامعا للرجال ومصلى للنساء، وقاعة مؤتمرات فخمة ودائرة إعلامية متعددة الوسائط، و مدرسة لتعليم القرآن الكريم، و روضة أطفال و مستشفى، ومطعم وسكنا للأئمة وضيوف المركز، وقد صممه النحات الأكاديمي دوشان جامونيا، فيما تتولى مهمة الإشراف عليه الجمعية الإسلامية بجمهورية كرواتيا.
لقد بين سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي شارك في الاحتفال بافتتاح المركز ممثلا عن دولة قطر أن عناية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله بهذا الصرح، ورعايته له، نابعة من إيمان سموه الراسخ بوجوب دعم وتأهيل المسلمين في البلاد غير الإسلامية ليؤدوا دورهم وسيطا حضاريا بين العالم الإسلامي وباقي العالم بإثنياته وثقافاته وحضاراته. وهو ما أشار إليه فخامة الرئيس الكرواتي إيفو يوسيبوفيتش في كلمته بحفل الافتتاح "أن هذا الصرح المعماري الجميل يبعث برسالة مفادها "أن للمسلمين في رييكا وفي جميع كرواتيا، حصة في الهدف المشترك رفاهية بلادهم وأن التنوع الديني والعرقي هو ثروة كرواتيا الحقيقية".
لقد حققت مكرمة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى ببناء مركز إسلامي للمسلمين في كرواتيا حلما قديما للأقلية المسلمة في كرواتيا التي لا يتجاوز تعدادها الـ 70 ألف نسمة وتعيش في وئام وتفاهم مع مجتمعها .كما أن الاستجابة الكريمة لسمو الأمير المفدى التي كانت سريعة للرغبة التي عبر عنها الرئيس الكرواتي خلال زيارة قام بها إلى الدوحة عن رغبة المسلمين في كرواتيا في بناء بيت من بيوت الله في مدينة رييكا، حققت أمنية عزيزة لدى المسلمين هناك حيث أنتج عطاء سمو الأمير مركزا إسلاميا عصريا وتحفة معمارية ورسالة حضارية راقية.