النظام السوري يريدها حرباً أهلية.. فهل يستمر الصمت؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأتي المجازر الأخيرة التي ارتكبها النظام السوري وأزلامه ضد "السنّة" في بانياس وقراها لتؤكد ما كرسه النظام بمجازره السابقة ضد "السنة" من أن قياداته يحتمون بطائفتهم، غير أن اللافت في المجازر الأخيرة هو أنها متلاحقة وعدد ضحاياها بالمئات، وأنها تجري تحت أنظار العالم الذي ما زال متفرجاً إلا من تصريحات خجولة ليس من شأنها إنقاذ باقي المسلمين السنة في بانياس أو غيرها من بطش أسلحة النظام وممّن سلحهم لحمايته.
تنديد فرنسا أول من أمس بالمجازر التي ارتكبتها قوات النظام السوري في بانياس ووصفها بأنها جريمة حرب لن تنفع في لجم النظام، ومطالبة فرنسا بإحالة المسؤولين عن المجازر إلى القضاء الجنائي الدولي سوف تصطدم بالممانعة الروسية لأي فعل يدين النظام السوري. وإعلان الولايات المتحدة بأنها تفكر من جديد في إمكانية تسليح مقاتلي المعارضة لن ينقذ أرواحاً من مجازر محتملة في أكثر من مكان داخل سورية.
أما المعارضة السورية التي ما زالت تختلف على من يقودها، وعلى كيفية وآلية التمثيل فيها، فالمطلوب منها أن تتفق اليوم على شيء واحد وهو العمل على إنقاذ السوريين مما يحدث، بدل مؤتمراتهم التي لا تقدم أو تؤخر في مجريات الأمور على أرض الواقع، فاتفاق المعارضة وإعلان حكومة انتقالية تبدأ عملها من المناطق المحررة تحت حماية دولية خيار مبدئي مقبول إن حدث، فهو يعطيها الشرعية النهائية أمام الشعب والعالم.
النظام منذ البداية أراد تحويلها إلى أزمة طائفية - كي يضمن بقاءه بحسابات خاصة به - بمحاصرة مناطق "السنّة" وارتكاب المجازر في قراهم، حتى يتم الرد عليه بمهاجمة المناطق "العلوية"، ولم يحقق له الثوار مبتغاه حتى اليوم، والخشية من أن ينجرف البعض ويفعلون ذلك بروح الانتقام، فتدخل الدولة في حرب أهلية لن تبقي على شيء. والخشية الكبرى من استمرار صمت المجتمع الدولي واستمرار عجزه عن مواجهة الحماية الروسية للنظام، فيرتفع عدد المجازر، وتشتعل الحرب الأهلية.. وعندها لن يفيد أي تدخل دولي أو قرار لمجلس الأمن في إطفاء حريق يقضي على ما تبقى من البلد بما فيها ومن فيها.
 

Email