الحسم في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات من الواضح أن الأمور في سوريا تتجه نحو التصعيد أكثر وربما تتجه نحو الحسم عسكريا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن واشنطن تمتلك أدلة على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لكنها تجهل كيف استخدمت ومتى استخدمت ومن استخدمها معتبرا أن استخدام الأسلحة الكيماوية سيغير اللعبة ليس بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فحسب بل بالنسبة للمجتمع الدولي أيا.
المؤشر الآخر على أن الأمور في سوريا تتجه بالفعل نحو التصعيد خلال الأسابيع القليلة المقبلة ما جرى تسريبه عن رغبة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية للاستقالة بسبب انسداد الأفق السياسي والمأزق الذي وصل إليه النزاع السوري.

استقالة الإبراهيمي إذا حصلت والمتوقعة قريبا والتي تعد الاستقالة الثانية بعد استقالة المبعوث المشترك السابق كوفي عنان تعني أن الأمم المتحدة قد فشلت فشلا ذريعا في الضغط لتحقيق حل سياسي للأزمة السورية وأن صراعات وانقسامات المجتمع الدولي وفشل مجلس الأمن الدولي في الحديث بصوت واحد قد ساهمت في زيادة المأساة التي تجري فصولها في سوريا لأكثر من عامين.

الملفت للانتباه أن المجتمع الدولي الذي ترك الشعب السوري طوال أكثر من عامين تحت رحمة النظام الذي لم يوفر سلاحا تقليديا إلا استخدمه ضد المدنيين من القصف بالطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة إلى استخدام ما عرف ببراميل الموت والقصف بصواريخ سكود يستيقظ الآن من ثباته العميق ويقيم الدنيا ولا يقعدها بسبب الكشف عن استخدام النظام للسلاح الكيماوي وكأنه مسموح للنظام أن يقتل شعبه بكل الأسلحة باستثناء الكيماوي رغم أن القتل هو القتل ورغم أن النظام قد قتل أكثر من مائة ألف مواطن منذ اندلاع الثورة السورية وهجر الملايين إلى داخل سوريا وخارجها.

الشعب السوري الذي يتعرض للقصف والقتل والتهجير والتفجير بالسيارات المفخخة في شوارع مدنه يحتاج من مجلس الأمن الدولي بوصفه الجهة المسؤولة عن حماية الأمن والسلم الدوليين أن يتخلص من انقساماته وأن ينحاز للمبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية ويتخذ قرارا شجاعا بحماية الشعب السوري والضغط على النظام لوقف العنف والقتل واستخدام السلاح بكل أنواعه ضد الشعب السوري استنادا إلى الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز التدخل العسكري في حال رفض النظام الاستجابة للمطالب الدولية.
 

Email