تكافل وتعاون لمساعدة المتضررين من الأمطار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأن السلطنة من دول النطاق الجاف، التي تقل فيها نسبة الأمطار عادة، ولأن المياه الجوفية تمثل أحد أهم مصادر المياه في البلاد، والتي يتم الاعتماد عليها بنسبة غير قليلة في الشرب والزراعة والاستخدامات الأخرى، فإنه من الطبيعي أن تتسم الأمطار بأهمية كبيرة، وأن تحاط دومًا بالبشر والفرح كلما جادت السماء بها، لما تحمله من خير ونفع للمواطنين والمقيمين، وللزراعة وغيرها من المجالات كذلك، وهو ما يتجاوز دومًا، أو على الأقل في معظم الأحيان أية أضرار أو آثار جانبية، قد تترتب على زيادة كميات الأمطار أو استمرارها لعدة أيام، أو تجمع كميات كبيرة منها أمام بعض السدود، فهذه كلها يمكن التعامل معها واستيعابها، وتوجيهها في النهاية لخدمة المواطنين بشكل أو بآخر.

وعلى مدى الأيام الأخيرة أنعم الله علينا بالكثير من الأمطار، في معظم محافظات السلطنة، وبدرجات متفاوتة، وهو ما سعدنا ونسعد به، لما يترتب عليه من آثار طيبة ومفيدة، الآن وخلال الفترة القادمة. ومن الطبيعي أن تتجمع كميات مياه الأمطار ليس فقط أمام السدود المختلفة، وأن تمتلئ بحيراتها وتفيض، بل أيضا في الوديان، وأن تعود الكثير من الأفلاج والوديان إلى الجريان والامتلاء بالمياه، وأن ترتفع كميات المياه في الآبار أيضا، وهو ما يفرض على الجميع أخذ الحيطة والحذر، خاصة خلال السفر وعبور الأودية، ورعاية الأطفال وحمايتهم أثناء اللعب ومنعهم من الاقتراب من برك وتجمعات المياه. ومع غزارة الأمطار واستمرارها تضررت بعض القرى وبعض المنازل والطرق، خاصة في محافظة الظاهرة التي شهدت سقوط كميات كبيرة من الأمطار عليها.

وفي الوقت الذي بادرت فيه البلديات بالقيام بدورها، وقامت شرطة عمان السلطانية، وقوات السلطان المسلحة، والهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، والهيئة العمانية للأعمال الخيرية، وغيرها من الهيئات والمؤسسات بالمساعدة والتعاون في عمليات الإنقاذ للمتضررين، وكذلك توفير مساعدات الإغاثة لهم، خاصة في حالات تضرر المنازل، وإنقاذ من حاصرتهم المياه بشكل أو بآخر، فإن الحكومة حرصت على متابعة كل النتائج المترتبة على الحالة الجوية، ومن خلال زيارات وفود ميدانية رفيعة لتفقد الأضرار، والاطمئنان على من تضرروا بالأمطار في ولاية عبري وولايات محافظة الظاهرة، ووصول مواد الإغاثة لهم بشكل كاف ومناسب، وكذلك إلى كل المتضررين، أينما كانوا على هذه الأرض الطيبة، تخفيفًا عنهم، وتعاونًا وتكافلاً أيضًا، وهو ما يتميز به المجتمع العماني، لما تمتع به من عادات وتقاليد عريقة، ولما غرسه وتعهده جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - من قيم رفيعة، تعبّر عن المعدن الأصيل للشعب العماني الوفي. وبهذه الروح الطيبة من التماسك والتعاضد والتراحم تمكن العمانيين دومًا من تجاوز أية صعوبات، والتغلب على ما قد تسببه الظروف الجوية من آثار بشكل أو بآخر، ومن أجل أن ننعم جميعنا بأمطار الخير، جعلها الله أمطار خير وبركة.

 

Email