إنجاز لمبادرة "علم طفلاً"

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد الإعلان عن نجاح مبادرة "علم طفلاً" التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في إلحاق" 600" ألف طفل بالمدارس خلال 4 شهور إنجازاً حقيقياً والخطوة الأولى في مشوار طويل لمعالجة واحدة من أعقد وأصعب المهمات التي تشهدها المجتمعات النامية وبداية لمسعى طموح في إلحاق عشرة ملايين طفل بالمدارس بحلول عام 2015.

صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر أكدت خلال رعايتها أعمال الاجتماع الاستراتيجي رفيع المستوى لبرنامج "علّم طفلاً" الذي تستضيفه الدوحة على ضرورة استنفار الإمكانيات جميعها حتى لا يحرم من التعليم الابتدائي أطفال أبرياء يواجهون ظروفاً لم يختاروها فالتعليم حق أصيل للبشر جميعاً وحق من حقوق الإنسان التي سطرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو القاعدة الرصينة التي ننطلق منها نحو التنمية والتطور والسلام.
لقد عبرت سمو الشيخة موزا عما سيجول في قلوب وعقول الأطفال المحرومين من التعليم بسبب الحروب أو الكوارث أو انعدام التنمية قائلة: "إن البهجة كانت ستغمر أفئدة هؤلاء الأطفال لوعلموا أننا لا نتجاهل الأوضاع غير الإنسانية التي وضعوا فيها، وأن اجتماعاً رفيع المستوى يعقد هنا من أجل إدخالِهم إلى المدرسة". لافتة في نفس الوقت إلى ضرورة استعادة هؤلاء الأطفال حقّهم الطبيعي بالحصول على فرصة التعليم.

إن مبادرة "علم طفلاً" نبعت من وحي الأهداف الإنمائية للألفية التي تبنتها الإنسانية جمعاء، وهي الأهداف التي سعت إلى غلق ملف أطفال العالم المحرومين من التعليم الابتدائي في عام 2015 وما بعده حيث جاءت هذه المبادرة لتحفيز روح الابتكار في سياق البحث عن الآليات الكفيلة بالوصول إلى هؤلاء الأطفال مهما كانت صعوبة الظروف التي تحول دون الوصول إليهم، سواء كانوا يقطنون في مناطق نائية أو يعيشون في مناطق النزاعات أو يعانون من سوء الأحوال المعيشية. ومن هنا تأتي أهمية دعوة سمو الشيخة موزا إلى ضرورة الربط الاستراتيجي للتعليم بجهود الحد من الفقر وتوفير فرص العمل المربح والاستثمار في تنمية المهارات وتعزيز آليات الحماية الاجتماعية وتعزيز المساواة بين الجنسين واحترام الخصوصيات الثقافية كأحد الحلول الناجعة لمواجهة هذه المشكلة.

إن إشارة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر إلى وجود "61" مليون طفل خارج المدرسة يضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية وتنموية لا يمكن التنصل منها فلا يمكن بناء مجتمعات مستقرة وتحقيق الازدهار الاقتصادي إذا لم يجر الانتصار على الظروف التي أدّت إلى حرمان هؤلاء الأطفال من حقّهم بالتعليم.
 

Email