سعي لإحياء عملية السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تهدف زيارة اللجنة الوزارية للمبادرة العربية للسلام إلى واشنطن إلى استكشاف فرص استئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ سنوات بين "إسرائيل" والسلطة الوطنية الفلسطينية على خلفية التعنت والمماطلة الإسرائيلية في الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وعمليات الاستيطان والتهويد الواسعة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يلغي عمليا تطبيق حل الدولتين.

الوفد الوزاري العربي الذي يرأسه معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والذي يضم في عضويته وزراء خارجية مصر والسعودية وفلسطين والأردن والمغرب والأمين العام لجامعة الدول العربية والمنبثق عن القمة العربية التي عقدت في الدوحة الشهر الماضي سيؤكد على الموقف الفلسطيني من استئناف عملية السلام ودعمه له، كما سيسعى خلال الزيارة ولقائه مع المسؤولين الأمريكيين إلى الضغط لتسريع الخطى من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وتقييم المرحلة الماضية من المفاوضات التي لم تفضِ إلى أية نتيجة.

زيارة اللجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة مبادرة السلام إلى واشنطن تأتي بعد سلسلة زيارات قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة وبعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولقائه مع القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى لقاءاته مع الدول العربية والإقليمية التي لها مساس لعملية السلام في المنطقة، مما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية لديها مبادرة أو تصور لاستئناف عملية السلام خاصة أن كل تقديرات الخبراء تؤكد أن فرص تحقيق حل الدولتين تتضاءل بمرور الوقت، بسبب الاستيطان والتهويد الإسرائيلي وأنه لا يمكن الحديث عن اتفاق سلام يقود إلى دولتين مستقلتين وكاملتي السيادة بعد عامين من الآن.

زيارة اللجنة الوزارية العربية إلى واشنطن لا تعني أن قطار السلام المتعثر سينطلق مجددا، فإسرائيل يحكمها الآن تيار يميني استيطاني متطرف لا يعترف بالحقوق الفلسطينية ويرفض وقف الاستيطان والتهويد والإفراج عن الأسرى، ويرفض الالتزام حتى بما وقعت عليه الحكومات الإسرائيلية السابقة مع السلطة الفلسطينية وآخرها "خارطة الطريق" التي تنص على وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي يرفض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الالتزام بها.

لقد أكد الجانب العربي أن مبادرة السلام العربية التي أطلقت في قمة بيروت عام 2002 لن تبقى على الطاولة إلى الأبد، وبالتالي فإن نتائج زيارة اللجنة الوزارية العربية إلى واشنطن، ونتائج الجهود الأمريكية الرامية إلى تحريك عملية السلام ستحدد الخطوة المقبلة عربيا وفلسطينيا، وقد تحدد مصير ومستقبل مبادرة السلام العربية التي ردت عليها "إسرائيل" حين إعلانها سلبا.
 

Email