القضية بحاجة الى حلول وليس مجرد اجتماعات..!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

حديث القدسفي بدء ولايته الثانية زار الرئيس اوباما فلسطين والاردن واسرائيل، مؤكداً أهمية تحقيق السلام وضرورته و«الاستماع» الى مواقف الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني قبل بلورة اقتراحات او أفكار جديدة، ثم أوفد وزير خارجيته جون كيري ليقوم بجولات مكوكية في المنطقة، في هذا السياق.

ومن الواضح ان الأوضاع العامة في المنطقة، ولا سيما الحالة السورية خاصة بعد الاحاديث عن استخدام أسلحة كيماوية في الحرب هناك، تسيطر الى حد كبير على أجندات السياسة الدولية والاميركية بصورة خاصة، والبحث عن سبل لمواجهة التحديات في سوريا، سواء بالتدخل العسكري او إقامة مناطق حظر طيران او تزويد أقسام من المعارضة بالأسلحة.. وتداعيات كل ذلك، ويجب الا ننسى ايضاً الموضوع الايراني والتركيز الاسرائيلي عليه وصفقة الأسلحة المتطورة الضخمة التي قدمتها اميركا لاسرائيل لتساعد في أية هجمات محتملة ضد المنشآت النووية الايرانية، كما ان الاوضاع غير المستقرة في مصر والعراق تستأثر باهتمام دولي خاص.

وسط هذه الدوامة من الاحداث والتطورات تظل القضية الفلسطينية مركز توتر استراتيجي ومصدر عنف وتطرف بلا حدود، فاذا كانت التطورات المحيطة تؤثر بنا فإن قضيتنا في المستقبل وكما كانت في الماضي، ستؤثر بقوة في المنطقة كلها اذا لم تجد حلاً عادلاً ومقبولاً.

هذا الحل العادل يتطلب شيئاً اكبر من مجرد اجتماعات ولقاءات وابتسامات أمام الكاميرات كما حدث في السابق حين عقدت قمة انا بوليس عام ٢٠٠٧ بحضور الرئيس بوش، والقمة التي رعاها الرئيس اوباما نفسه بحضور الرئيس ابو مازن والملك عبدالله الثاني والرئيس السابق حسني مبارك ورئيس وزراء اسرائيل نتانياهو وذلك في ايلول ٢٠١٠.

ان تلك اللقاءات لم تسفر عن شيء واستمرت الممارسات الاسرائيلية على أوسع نطاق من الاستيطان ومصادرة الأرض وتهويد القدس وتغيير طابعها وتهجير أبنائها والتنكر الدائم لكل الحقوق الوطنية الفلسطينية حتى وصلنا الى ما نحن فيه اليوم.

والمطلوب تحرك جديد وسريع لأن اسرائيل تواصل مخططاتها التي تقضي على احتمالات أية حلول سلمية ولا تعير اي اهتمام لكل التنديدات وبيانات الاستنكار والادانة، ونأمل ان يتوصل الوفد الوزاري العربي الذي يزور واشنطن لبحث ما أسموه «تطوير» مبادرة السلام العربية، الى انجاز حقيقي ولو لمرة واحدة في تاريخ الجامعة العربية، يساهم في التقدم نحو تحقيق السلام خاصة وان الدول العربية تمتلك من الامكانات المتعددة ما يؤهلها للضغط والتأثير متى توفرت لها الارادة السياسية والقرار المستقل.

لا بد من التأكيد اخيراً، على ان اية وعود بالدعم الاقتصادي وتخفيف معاناة المواطنين لن تكون رغم ضرورتها، بديلاً للمواقف السياسية الحادة التي تؤدي الى الحل.
.

Email