الحماية من الكيماوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

النتيجة التي توصل إليها البيت الأبيض وأبلغها للكونجرس الأمريكي "أنه من المرجح أن يكون النظام السوري قد استخدم أسلحة كيميائية ضد المقاتلين المعارضين على نطاق ضيق" وبالتحديد عنصر السارين"، تطرح تحدياً كبيراً ليس أمام واشنطن فحسب -التي اعتبرت أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية يعد خطاً أحمر- بل أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للتخلص من انقسامه بشأن الوضع في سوريا والقيام بواجبه في حماية الأمن والسلم في المنطقة وتوفير الحماية للشعب السوري الذي يواجه منذ أكثر من عامين عنف النظام وبطشه وبات يواجه الآن خطر القتل بغاز السارين المحرم دولياً.


إن تسارع الأحداث في سوريا وغياب أي أفق للحل السياسي فيها وتواصل سقوط الضحايا المدنيين الذين يقتلون بوتيرة مرتفعة واستمرار عمليات القصف بالطائرات والصواريخ من قبل النظام بات يهدد مصير ووجود سوريا وشعبها ويهدد أيضا الأمن والاستقرار في دول الجوار السوري التي بدأت تتضرر بشكل كبير من تأثيرات الوضع المتفجر في سوريا.


لقد تصدرت الأحداث المؤلمة في سوريا وما نتج عنها من معاناة ومآس إنسانية البيان الختامي لمؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان الذي ندد بقوة بكل أشكال العنف والاضطهاد ضد القادة الدينيين حيث دعا "إعلان الدوحة" المجتمع الدولي إلى التنديد بقوة بأي شكل من أشكال العنف والاضطهاد ضد القادة الدينيين والعلماء ، مشيرا إلى أن المشاركين في المؤتمر يتابعون بقلق بالغ العنف القائم في سوريا ضد المدنيين ورجال الدين وأماكن العبادة خاصة اختطاف المطران يوحنا إبراهيم والمطران بول اليازجي اللذين كان مقررا حضورهما هذا المؤتمر حيث إن لهما إسهامات مهمة في حوار الأديان في المنطقة والعالم.


إن ثبوت قيام النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه -حتى ولو كان ذلك في نطاق ضيق- يرتب على المجتمع الدولي واجب التدخل لحماية الشعب السوري من خطر التعرض للإبادة فالصمت والاكتفاء بالإدانة والتنديد لا يكفي لردع النظام السوري عن استخدام السلاح الكيماوي الذي يشكل خطرا كبيرا على الشعب السوري وشعوب المنطقة.


لقد ساهم انقسام المجتمع الدولي وانحياز بعض أقطابه مثل روسيا والصين - اللذين صوتا في مجلس الأمن ضد قرار يدين النظام السوري - إلى مصالحهما وفر الغطاء السياسي للنظام ليواصل حربه ضد الشعب السوري وساهم أيضا في إطالة عمر المعاناة السورية وأقفل أبواب الحل السياسي لها.


الشعب السوري الذي يعيش مأساة حقيقية لا يمكن أن تعبر عنها الكلمات ينتظر من الدول التي اعتبرت استخدام النظام للسلاح الكيماوي خطاً أحمر أن تفي بالوعود التي قطعتها وتسارع لردع النظام ومنعه من قتل شعبه الذي بات يحتاج للحماية أكثر من أي وقت مضى.
 

Email