تهجير عنصري واضح وسكوت دولي مستغرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حديث القدسضاعفت السلطات الاسرائيلية في الايام القليلة الماضية حملاتها في مناطق مختلفة من الضفة الغربية تمثلت بتهجير عشرات العائلات في الاغوار الشمالية بعد ان هدمت مساكنهم وحظائر مواشيهم وشردتهم بالمئات، كما صادرت مساحات واسعة من الارض. وقد واصل غلاة المستوطنين اعتداءاتهم ضد المواطنين وممتلكاتهم اما بحرق المركبات او اقتلاع الاشجار وحرق المزروعات دون ان تقوم القوات الاسرائيلية بمحاسبتهم او معاقبتهم ولا حتى محاولة منعهم من تكرار هذه الاعتداءات التي اصبحت "عملا اعتياديا" يتم في احيان كثيرة تحت سمع ومرأى القوات الاسرائيلية.

وفي القدس واصلت السلطات الاسرائيلية هدم عدد من المنازل والمحال التجارية بدعوى عدم الترخيص، هذا الترخيص الذي تحول الى امر اقرب الى الاستحالة بسبب التعقيدات الاجرائية والطلبات التي لا حصر لها.

وتجيء هذه الممارسات بالتزامن مع مصادرة سلطات الاحتلال عشرات آلاف الدونمات من منطقة اريحا والبحر الميت، وذلك في اطار المخطط العام الداعي الى الاحتفاظ بالاغوار كلها تحت السيطرة الاسرائيلية على افتراض وجود اي حل في المستقبل، تماما كما تحاول فرض الامر الواقع في القدس والمستوطنات وبعض المناطق الاخرى.

والشيء المستغرب للغاية ان هذا التهجير العنصري الصريح والمباشر لا يثير اية ردود فعل لدى المؤسسات الدولية ولا يلفت انتباه اولئك الذين يتحدثون عن حل سياسي ويواصلون المساعي والاتصالات لاستئناف المفاوضات دون ان يكلف احد منهم نفسه عناء السؤال عن اي شيء قد يتم التفاوض، ولماذا لا يحاولون منع هذه الممارسات التي تهدم كل اسس الحل السياسي !؟

 

Email