علاقات إستراتيجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تكتسب الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للولايات المتحدة الأمريكية ولقاؤه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض أهمّية كبيرة سواء في توقيتها حيث تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحوّلات تاريخيّة لعبت دولة قطر وما زالت دورًا مؤثّرًا ومهمًّا في دعمها من خلال انحيازها لتطلعات الشعوب وطموحاتها في الحياة الحرّة الكريمة وفي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

أو من حيث الموضوعات التي سيتمّ تناولها مع الجانب الأمريكي، خاصّة ما يتعلق منها بالعلاقات الثنائيّة بين البلدين الصديقين، والتي اتسمت دائمًا بالتطوّر والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات فقد سجّلت العلاقات الاقتصاديّة والتجاريّة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية تطوّرًا ونموًّا متزايدًا ووصلت الاستثمارات الأمريكية في قطر إلى 8 مليارات دولار بنهاية عام 2012، خاصّة في قطاع الطاقة، كما شهدت العلاقات التجاريّة نموًّا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الأخيرة حيث ازدادت الواردات الأمريكية بنسبة 119 %، لتصل إلى 2.7 مليار دولار في عام 2011 ما جعل الولايات المتحدة المصدر الأول لقطر.

الأحداث الجارية في المنطقة والتحوّلات الكبيرة التي شهدتها وتشهدها دول عربية شقيقة وبالتحديد ما يجري في سوريا كان على أجندة لقاء سمو الأمير المفدى مع الرئيس الأمريكي أوباما حيث كان الموقف القطري وما زال داعمًا لمطالب الشعب السوري الشقيق بالحرية والديمقراطية والتغيير ومطالبًا المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب السوري الذي يتعرّض للقتل اليومي على يد النظام.


كما أن الملف الفلسطيني ومسيرة السلام المتعثرة وإنهاء الحصار على قطاع غزة كان في صدارة المواضيع التي جرى نقاشها بين سمو الأمير والرئيس الأمريكي خاصة أن هناك جهودًا أمريكية تبذل من أجل تحريك عملية السلام والتي لا يُمكن أن تستأنف دون توقف الاستيطان الإسرائيلي الذي يُلغي عمليًّا إمكانية حلّ الدولتين.


تتصف العلاقات القطرية - الأمريكية بأنها علاقات إستراتيجية راسخة فالدوحة وواشنطن تتمتعان بعلاقات ثنائيّة قويّة، وشراكة وثيقة في مجال الدفاع وفي مجال الطاقة. حيث تعمل أكثر من 120 شركة أمريكية في دولة قطر في مجالات متعدّدة تشمل قطاعات استثماريّة متنوّعة وشاملة بدءًا من الاستثمار في مجال الغاز والطاقة والتكنولوجيا إلى الاستثمار العلمي والتعليمي والصحي والبيئي وحتى العقاري.


البلدان قطر والولايات المتحدة الأمريكية تربطهما مصالح مشتركة، وانشغال واحد بأزمات المنطقة وهناك حرص متبادل لدى البلدين على التشاور والتعاون والسعي لنزع فتيل الأزمات التي تضرب المنطقة حيث كانت الجهود التي بذلتها دولة قطر لنزع فتيل عدد من الأزمات خاصّة في لبنان وفي دارفور محط تقدير وإشادة لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
 

Email