الدعوة إلى الحل السياسي في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

نستغرب من دعوة أطراف ومنظمات دولية إلى إيجاد حل سياسي لأزمة الشعب السوري، من دون أن تتوافر أية معطيات تعين على تخيل فرص هذا الحل السياسي.

فالنظام السوري الذي يلقى عونا إقليميا صريحا أحيانا ومتواريا أحيانا أخرى، ماض في جرائمة العسكرية والإرهابية ضد شعبه، وقد صم آذانه بالفعل عن أية دعاوى جادة سابقة للحل السياسي، وها هي قوات النظام ترتكب مؤخرا مجازر في القصير، يعد شهداؤها بالمئات، ومن دون أن يرف له جفن، ومن غير أن يقيم حسابا لردة فعل دولية، ذلك لأن الموقف الدولي المهزوز والمرتعش والمتردد، بمثابة شفرة يتلقاها الأسد لارتكاب المزيد من الجرائم، في حين أن الثورة السورية لا تجد لها الظهير الدولي القوي، كما يجد هذا النظام، مما يطيل أمد الصراع على حساب الشعب السوري، الذي يتعرض اليوم إلى ظروف بالغة القسوة في الداخل أو الخارج.

ومن ذلك فإننا لا نفهم الدعوة إلى حل سياسي في هكذا أوضاع وظروف، يبتسم لها النظام الدموي من وراء الأكمة، إذ أن هذه الدعوة، إذا ما أضيف له ما تمخضت عنه الاجتماعات الدولية الأخيرة بخصوص الأزمة السورية، لتبينا أن النظام سيواصل هوايته الهتلرية، وسوف يضع تفسيرا لهذه الدعوة وفقا لما يفهمه هو، وليس ما يقصده دعاتها، ومن ثم فإن النظام يستهدف باستمرار عملياته العسكرية، إلى اكتساب مواقع على الأرض، ليفرض هو بقاءه، ولا يكون بقدرة أي حل سياسي إزاحته من سدة حكم شعب لا يريده ولا يطيق أن يرى له صورة.

ومن ذلك ينبغي مواجهة تكتيكات النظام في هذا السياق بمساعدة المعارضة أن تقوى، وأن تؤكد للنظام قدرتها على الإطاحة بكل مشروعاته الخبيثة الرامية إلى الاستحواذ الأرعن على السلطة.

 
 

Email