فشل دولي في حماية الشعب السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تعبر الاستقالة التي تقدم بها رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف في أعقاب ختام أعمال مؤتمر مجموعة أصدقاء سوريا الذي انعقد في اسطنبول عن خيبة الأمل الكبيرة في الائتلاف للأجواء التي سادت الاجتماع ورفض الدول الغربية تقديم الدعم النوعي للمعارضة السورية المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد.

لقد حثت المعارضة السورية مجددا الدول الغربية والعربية التي تدعمها على توجيه ضربات جوية موجهة لمنع نظام بشار الأسد من مواصلة إطلاق صواريخ أرض-أرض من طراز سكود على المدنيين. معتبرة أن من الواجب الأخلاقي للأسرة الدولية بقيادة دول مجموعة أصدقاء سوريا اتخاذ إجراءات معينة ومحددة وفورية لحماية المدنيين من إطلاق الصواريخ البالستية واستعمال أسلحة كيميائية". إلا أن اجتماع أصدقاء الشعب السوري انتهى دون الإشارة إلى توجه للاستجابة لهذا المطلب وتوفير الحماية للشعب السوري.

إن تواصل إطلاق صواريخ سكود على المناطق المكتظة بالسكان من قبل النظام دون محاسبة او ضغط من المجتمع الدولي فاقم من المأساة السورية وشجع النظام على الاستمرار في هذه الممارسات دون أن يخشى من المحاسبة أو العقاب. حيث فشل مجلس الأمن الدولي في إدانة لجوء النظام السوري للصواريخ البالستية والأسلحة الكيميائية أكثر من مرة ما وفر للنظام الغطاء السياسي ليستمر بالبطش والقتل.

إن أقل ما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي الذي أخفق في حماية الشعب السوري طوال عامين من عمر الثورة السورية توجيه ضربات جراحية لتدمير مواقع إطلاق صواريخ سكود التي تستخدم ضد المدنيين في سوريا أو توفير حماية للمدنيين السوريين من هذه الصواريخ، والدول الغربية قادرة على ذلك لو أرادت.

انقسام المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في سوريا وانحياز بعض الدول مثل روسيا والصين لمصالحها على حساب دماء الشعب السوري منع إقامة منطقة حظر جوي تمنع غارات الطيران وقتل أبناء الشعب السوري بالبراميل لمتفجرة وتوفر الحماية وحرية الحركة للاجئين على طول الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد.

لقد أصبح استمرار تواصل الحظر على الأسلحة الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا، في بدايات الثورة بهدف منع استخدام الأسلحة ضد المدنيين يضر بالشعب السوري ولا يخدم قضيته ففي الوقت الذي ترفض فيه الدول الغربية دعم المعارضة بالسلاح لتحقيق نوع من التوازن مع قوة النظام العسكرية يستمر الدعم العسكري غير المحدود الذي تقدمه روسيا وتساهم فيه إيران في التدفق على النظام في سوريا دون توقف وهو ما يمنع المعارضة من تحقيق الانتصار النهائي على النظام وساهم في زيادة منسوب الدم المسفوك في سوريا.
 

Email