أهمية انتقال الائتلاف الوطني السوري إلى الداخل

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما عقد أمس في إسطنبول اجتماع أصدقاء سورية لبحث الأمور المتعلقة بتفعيل مشروع تسليح المعارضة كأسلوب يرى الكثير أنه الوحيد لإنهاء حكم الأسد وبالتالي إنهاء الأزمة، صدرت تصريحات أخرى من مصادر قبل الاجتماع أن من أهدافه الرئيسة "الحصول على التزامات واضحة من الائتلاف الوطني السوري باتخاذ موقف صارم ضد التشدد وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل الأسد".

إذاً، المسألة في الغالب ليست لإنهاء الأزمة بقدر ما هي بحث عن تعهدات بكذا مقابل كذا... وهذا ما سوف يطيل عمر الأزمة ويزيد من معاناة السوريين، فالتسويف والاجتماعات لا تفيد كما يفيد الفعل. وأقوى فعل ممكن على أرض الواقع هو أن يحزم الائتلاف الوطني السوري أمره ويشكل الحكومة الانتقالية وينتقل – بدعم وحماية من المجتمع الدولي - للعمل من الداخل، عندها سوف يكسب مزيدا من تأييد الدول ويسرع في القضاء على النظام ويسهم في حقن كثير من الدماء التي تهدر نتيجة التأخر في الفعل الإيجابي.

ولو نظرنا إلى محافظات ومدن الداخل المحررة لوجدنا أن الخيار الأنسب ليكون مقراً موقتاً للحكومة الانتقالية كي تدير البلاد منه هو الشمال، وبالتحديد محافظة الرقة التي يقول الثوار إنها محررة بالكامل عدا موقع صغير تقبع فيه الفرقة 17، وهذه ستنسحب عند اقتراب الخطر.

مشكلة الائتلاف الوطني السوري تكمن في أحد أمرين، فإما أنه عاجز عن الفعل وعليه أن يعترف بذلك ليتم وضع النقاط على الحروف، أو أنه لا يجيد التفكير ويحتاج من يفكر عنه، وتلك مشكلة في أشخاص يفترض أنهم سوف يقودون دولة نحو بر الأمان.

بقاء الائتلاف الوطني السوري خارج البلاد يتسبب في مشكلات داخلية كثيرة للمناطق التي يقال إنها محررة، في مقدمتها خضوعها لسيطرة الجماعات الإسلامية، ودخول كل من هب ودب إلى صفوف الثوار فيضيع الصالح بالطالح، وما حوادث خطف الأشخاص وطلب الفديات ونهب البيوت إلا مؤشر على فوضى سيطول أمدها إن لم يضع الائتلاف حلاً عاجلاً لها.

باختصار، على الائتلاف الوطني السوري أن يتحرك بسرعة ويتخذ القرار قبل أن تتجاوز الفوضى الحد الذي كان يريده النظام ليحقق مقولة بعض رموزه في بداية الأحداث "نحن أو الفوضى".
 

Email