القدس والمقدسات مجددا !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

حديث القدستزامن اعلان رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست الاسرائيلي ميري ريغب امس الاول عن نيتها القيام بجولة في الاقصى قريبا لدراسة ما اسمته امكانية السماح لليهود بالصلاة في ساحاته مع الاعلان في اسرائيل عن قرار للمستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية يهودا فينشاين يعتبر جدار الفصل حدودا للقدس، وهما تطوران خطيران جدا يؤكدان ان الاحتلال الاسرائيلي ماض في تنفيذ مخططاته لتهويد القدس والمساس بمقدساتها وفي مقدمتها المسجد الاقصى، مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة اهمها محاولة تقسيم الاقصى على غرار ما حدث في الحرم الابراهيمي الشريف وربما اسوأ منم ذلك، وسحب هويات عشرات الآلاف من المقدسيين (خارج الجدار) وسط تسارع البناء الاستيطاني في المدينة المقدسة وجلب المزيد من المستوطنين لضمان اغلبية يهودية ساحقة في القدس المحتلة.

وردا على هذين التطورين بدأت تتوارد بيانات الشجب والاستنكار المعتادة فلسطينيا وعربيا واسلاميا، علما ان اسرائيل لم تأبه يوما لمثل هذه البيانات التي طالما سمعناها على مدى العقود الطويلة الماضية من الاحتلال دون ان تنجح مثل هذه المواقف في وقف المساس بالمقدسات او وقف تهويد القدس او تسارع الاستيطان فيها.

ان ما يجب ان يقال هنا ان الرد على هذه الخطوات الاسرائيلية الخطيرة التي تهدد بتفجر الاوضاع في المنطقة يجب ان يتجاوز بيانات الشجب والاستنكار العقيمة وان يتجاوز حالة الانتظار التي نشهدها كل مرة بعد تطور كهذا التفرق مجددا ببيانات مشابهة دون اي فعل او موقف جاد يضمن صد هذه السياسة الاسرائيلية وامثالها.

فلسطينيا، فان الحالة المأساوية التي وصلنا اليها مع استمرار الانقسام والانشغال بمصالح فئوية وحزبية وشخصية وما يهدد كعجز في ظل هذا الواقع عن مواجهة التحديات الحقيقية، هذه الحالة يجب ان تنتهي اولا حتى يمكن التفرغ لمواجهة التحديات الحقيقية التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي وحتى تستعيد القضية ما تستحقه من زخم ودعم عربي واسلامي وعالمي وحتى تكون الوحدة الوطنية الدرع الواقي للمصالح والحقوق الفلسطينية وما سيتخذ من قرارات بهذا الشأن.

ولذلك نقول ان الانقساميين يتحملون مسؤولية هذا التدهور الخطير الذي وصلنا اليه، ولن تشفع لهم بيانات الشجب والاستنكار المعتادة لأن شعبنا ينتظر فعلا جادا وحقيقيا ومواقف جازمة تضع المجتمع الدولي امام مسـؤولياته وتضع اسرائيل امام حقيقة رفض الشعب الفلسطيني باسره لممارساتها وانتهاكاتها وان اي حديث عن المفاوضات والسلام لا يمكن ان يبدأ قبل وقف هذه الانتهاكات الجسيمة.

واذا كانت المسؤولية الاولى ملقاه على كل فصائل العمل الوطني والرذاسة والحكومة ومنظمة التحرير وهي التي يجب ان تكون المحرك لبلورة موقف عربي واسلامي موحد بهذا الشأن، فأن من مسؤولية الامتين العربية والاسلامية خاصة الدولتان اللتان ترتبطان بمعاهدتي سلام مع اسرائيل اتخاذ موقف جاد ازاء القدس ومقدساتها وعدم الاكتفاء بلغة البيانات التي طالما اهملتها اسرائيل. وليس مبالغ فيه مطالبة الامتين العربية والاسلامية بعقد قمة موحدة موضوعها القدس ومقدساتها تنقل رسائل واضحة للولايات المتحدة والقوى العظمى والامم المتحدة واسرائيل مفادها ان الامتين العربية والاسلامية لا يمكن ان تسكتا على استمرار هذا العبث الاسرائيلي وهذا المساس بمشاعر العرب والمسلمين وهذا الانتهاك لحرمة مقدساتهم، وان اي طرف معني بالامن والسلام والاستقرار عليه اولا الزام اسرائيل بوقف ممارساتها وانتهاكاتها.

وفي المحصلة، فمن الواضح ان الجانب الفلسطيني والعربي - الاسلامي قادر على الفعل والتحرك اذا ما توفرت الارادة لصون مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني والامتين العربية والاسلامية، ونأمل الا يكتفي القادة العرب والمسلمين ازاء هذه التطورات الخطيرة باصدار بيانات الشجب والاستنكار، فالقضية تستحق التوجه لمجلس الامن ووضع اوروبا واميركا والقوى العالمي امام اختبار حقيقي.
.

Email