توصيات عملية ومفيدة على أكثر من صعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي شكلت فيه ندوة «العلماء العمانيون والازهريون والقواسم المشتركة» التي عقدت في رحاب جامعة السلطان قابوس هذا الاسبوع، خطوة اخرى مهمة وواسعة على طريق توسيع وتعميق التعاون بين السلطنة والعلماء العمانيين وبين مؤسسة الازهر الشريف والعلماء الازهريين، وهو تعاون ممتد ومثمر ايضا، كما هو معروف، فان التوصيات التي تمخضت عن هذه الندوة تتسم بالكثير من الاهمية على مستويات وأصعدة عديدة، لانها عبرت عن رؤية وقناعة العلماء المشاركين فيها والاسلوب العلمي هو افضل واقصر السبل ايضا لتحقيق الفهم الصحيح للاسلام الحنيف، ولوسطيته واعتداله، وحثه على الحوار «بالتي هي أحسن» مع الاطراف الاخرى، حتى يمكن بناء حياة طيبة لكل الدول والشعوب وبني البشر على امتداد المعمورة.

وفي هذا الاطار فانه لم يكن مصادفة على اي نحو ان يكون انشاء كرسي باسم جلالة السلطان قابوس يختص بالدراسات العلمية في جامعة الازهر في مقدمة التوصيات التي تمخضت عنها الندوة، خاصة وانه توجد كراس علمية باسم جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - في نحو عشرين جامعة من أبرز جامعات العالم، وفي مقدمتها جامعتا هارفارد واكسفورد. ومن ثم فإن كرسي جلالة السلطان - ابقاه الله - للدراسات العلمية في جامعة الازهر - عندما يتم انشاؤه - سيكون في الواقع اضافة رفيعة القيمة للجهود التي يرعاها جلالته - حفظه الله ورعاه - على صعيد تعريف العالم بالحضارة العربية والاسلامية، وبالحضارة العمانية ايضا، عبر الدراسة والبحث العلمي، ومن خلال ارقى مؤسسات العلم ومراكز الابحاث على مستوى العالم.

يضاف الى ذلك ان التوصية الأخرى المتمثلة في انشاء وحدة «للدراسات العمانية» في جامعة الازهر، مناظرة لوحدة الدراسات العمانية في جامعة «آل البيت» في المملكة الاردنية الشقيقة، من شأن تنفيذها ان يفتح المجال واسعا امام تناول العديد من الجوانب والمجالات ذات الصلة بالمجتمع والحضارة العمانية، وبالاسهام العماني الملموس والمفيد على امتداد التاريخ، وفي الحضارة العربية والاسلامية بوجه خاص. ومع الوضع في الاعتبار جوانب التعاون الراهنة بين وزارة الاوقاف والشؤون الدينية وبين الازهر الشريف، كمؤسسة وكعلماء، فان التوصية الخاصة بالدعوة الى انشاء كلية للشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة السلطان قابوس، تصب هي الاخرى في الايمان بأهمية وضرورة الاعتماد على العلم والدراسات العلمية الرصينة في كل ما يتصل بالفقه واصول الدين، وفي التقريب ايضا بين المذاهب الاسلامية وتفعيل تدريس مواد الفقه المقارن ليشمل المذاهب الاسلامية المعتمدة والتي تلتقي جميعها في النهاية عند مصب واحد يحقق خير وسعادة الانسان في الدنيا والآخرة. وفي ظل الاهمية والقيمة الكبيرة لتوصيات ندوة «العلماء العمانيون والازهريون والقواسم المشتركة» من ناحية، وجوانب التعاون المختلفة بين وزارة الاوقاف والشؤون الدينية وبين الازهر الشريف، فان الكثير من نتائج وتوصيات الندوة سوف يجد طريقه الى التفعيل خلال الفترة القادمة، وهو ما يعود بالخير والفائدة على الجميع، في الحاضر والمستقبل
 

Email