الهزة الزلزالية الثانية والضرورات الوقائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن تبلغ قوة الزلزال الذي ضرب أمس مدينة بلوخستان الإيرانية، القريبة من المفاعل النووي الإيراني 7.8 على مقياس ريختر، وبعد أسبوع واحد فقط من زلزال كانت قوته أكثر من 6 ريختر، فهذا يؤكد على أن المخاوف التي أبدتها دول مجلس التعاون الخليجي، بخصوص احتمالات حدوث تسرب نووي من مفاعل «بوشهر» أثر هذا الزلزال، هي مخاوف تستند إلى واقع وإلى حقائق لا ينبغي غض الطرف عنها، كما أن دعوة الأمين العام لمجلس التعاون الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة هذا المفاعل والتأكد من سلامته، هي أيضا ترنو إلى غايات وقائية وتحذيرية تستبق وقوع كارثة محتمل وقوعها، وتضع النشاط النووي في هذا المفاعل في سياقه السليم، وفي الاطار الذي يحول دون حدوث هذا التسرب إلى مياه الخليج، التي تتشاطأ عليها دول مجلس التعاون وباكستان، خاصة أن مياه الخليج ليست مجرد مطل بحري، ولا حتى شريان اتصال فقط، ولكن يتم تحليتها والاعتماد عليها في الاستخدام البشري في كل دول التعاون الفقيرة في مصادرها المائية الطبيعية، مما يقتضي تجنيبها أية ملوثات، وبالخصوص من مخرجات الأفران النووية.

وفي واقع الأمر أن وقوع هزة زلزالية بعد أسبوع واحد فقط من الهزة الأولى، لتسفر عن عشرات الضحايا، وهو ما يؤسف له، يبين أن الحزام الزلزالي تحت هذه المنطقة من الأحزمة النشطة، والتي سيكون لها توابعها الاهتزازية، مما ينبغي معه اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وهنا ستكون الاستعانة بوكالة الطاقة النووية في هذا السياق عملا وقائيا، ويستهدف طمأنة دول المنطقة من جهة، واتخاذ أية تدابير وقائية تنصح بها الوكالة الدوليه للطاقة الذرية من جهة أخرى، باعتبارها بيت خبرة دوليا له ما يقوله في هذا الشأن، ومن ثم فإنه لا يكفي، الاعتماد فقط على أن المفاعل الإيراني مقاوم للزلازل.

 
 

Email