الأزمة في سوريا تهدد أمن المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤشر سقوط القذائف الصاروخية من الأراضي السورية على عدد من القرى والبلدات اللبنانية وسقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى إلى المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الأزمة السورية في التأثير على الأوضاع في دول الجوار خاصة لبنان الذي اتبع سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا إلا أنه وجد نفسه أكثر من مرة في قلب الأزمة السورية سواء من حيث سقوط القذائف السورية على أراضيه أو تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين إليه.

لقد رفض لبنان الرسمي الاعتداءات التي وقعت على أراضيه وقرر إعداد مذكرة لرفعها إلى جامعة الدول العربية بشأن تكرار سقوط قذائف على مناطقه الحدودية، حيث ستقوم وزارة الخارجية " بكل الإجراءات والاتصالات اللازمة لضمان تحميل كل الأطراف مسؤوليتها وعدم تكرار هذه الاعتداءات. إلا أن هذا التحرك وحده لن يمنع من تكرار ما شهدته البلدات والقرى اللبنانية من أحداث ولن يكفي وحده لمنع تفاقم الأوضاع وانتقال الحريق السوري إلى لبنان.

إن فشل المجتمع الدولي في وضع حد للمأساة التي تدور فصولها في سوريا منذ أكثر من عامين يهدد ليس مستقبل سوريا وسلامة شعبها فحسب بل يهدد مستقبل المنطقة برمتها ويهدد الأمن والاستقرار فيها فاشتعال الأوضاع في دول الجوار السوري سيفاقم من المشكلات التي تعانيها المنطقة أصلا فهي متخمة بالحروب أصلا وتعاني في معظم دولها من الفقر والجوع وانعدام التنمية وارتفاع نسب البطالة وإدخال الملايين في خضم حروب ومواجهات جديدة سيؤثر لعشرات السنين في مستقبل شعوب المنطقة ومستقبل أجيالها.

لقد واصلت قوات النظام السوري استهداف المدنيين بالطائرات والأسلحة الثقيلة وبراميل الموت التي تلقى من الطائرات ولا تميز بين عسكري ومدني كما تواصل سقوط المئات من الضحايا يوميا بين قتيل وجريح ومعظمهم من المدنيين ومن النساء والأطفال وهو ما يؤشر إلى المدى المرعب الذي وصلته الأوضاع في سوريا والذي أصبح يقتضي من المجتمع الدولي التغلب على انقساماته والتخلص من عجزه والتحدث بصوت واحد لإجبار النظام على وقف حربه ضد شعبه وللخروج من المأزق الإنساني والأخلاقي في سوريا.

إن المسؤولية تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي الذي سيستمع يوم الجمعة المقبل إلى تقرير من الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي عن الأوضاع في سوريا في توفير الحماية للشعب السوري وفي منع تفاقم الأزمة السورية وانتقالها إلى دول الجوار بصور مختلفة فمهمة مجلس الأمن الدولي ومهمة الأمم المتحدة حماية الأمن والسلم الدوليين والوضع في سوريا أصبح بالفعل يهدد الأمن والسلم في المنطقة.
 

Email