حتى لا تحدث تشيرنوبيل أخرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

كارثة الإشعاع النووي في تشيرنوبيل (عام1986) التي لاتزال ماثلة في ذاكرة العالم، ينبغي أن تورث أولي الألباب، الانتباه التام، والحذر.. وتورثهم الشفافية في ذات الوقت، والبحث عن أقصى درجات السلامة، بالطبع.. دون ذلك، ستكرر الكارثة نفسها، بصورة أو بأخرى، في أي زمان وأي مكان.

ما كان مطلوبا، من دول الخليج العربية، التي اهتز بعضها بالزلزال الأخير في إيران، جاء في وقته تماما: دقت ناقوس الخطر، وهى تدعو إيران إلى الشفافية حول إجراءات السلامة في مفاعل (بوشهر) النووي، الذي اهتز بالزلزال الأخير الذي كانت قوته أكثر من ست درجات بقليل بمقياس ريختر.

دول الخليج العربية، انطلاقا منها بمسؤوليتها إزاء مجمل الحياة، في هذه المنطقة من العالم، كانت قد نبهت إيران- ومفاعلها النووي في بوشهر كان لايزال مجرد فكرة- إلى مخاطر إقامته في هذه المدينة الساحلية، التي تقع في حزام النشاط الزلزالي، لكن إيران- للأسف- لم تلق أذنا للتنبيه، ومضت.. تنزل الفكرة النووية، إلى الأرض.

الآن، وقد أصبح (بوشهر) واقعا في المنطقة الزلزالية الخطرة، فإنه يتعين على إيران أن تلتزم التزاما واضحا، وجديا، بتوفير أقصى إجراءات السلامة، في المفاعل.. وهذا الالتزام يبقى منقوصا بالطبع، إذا لم تطبق إيران معاهدة الأمن النووي، التي تعاهد عليها العالم، بعد كارثة تشيرنوبيل، لتعزيز الشفافية، والانضباط.

ماتطالب به دول الخليج العربية، تمليه الحياة.. وتمليه واجباتها تجاه الأحياء- كل الكائنات الحية في هذه المنطقة من العالم.. وتمليه في ذات الوقت، واجباتها تجاه الجوار، وفي مقدمتهم إيران نفسها.

ترى هل ترخي إبران أذنيها، لناقوس الخطر، وقد ارتفعت دقاته؟

 
 

Email