هل يحرك "الدليل القاطع" المجتمع الدولي ضد الأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أن حصلت منظمة الأمم المتحدة على أدلة مقنعة بتورط النظام السوري في استخدام أسلحة كيماوية ضد الشعب في خان العسل بحسب ما ذكرت وسائل إعلامية أول من أمس، وبعد أن نشرت غيرها أمس تأكيدات على أنه "بالدليل القاطع" تم استخدام السلاح الكيماوي في سورية "عبر العثور على نوع من آثاره في عينات من تربة منطقة خان العسل بريف حلب سبق أن قامت بتهريبها الاستخبارات العسكرية السرية في بريطانيا، لفحصها في مجمّع بورتون داون للبحث العلمي العسكري التابع لوزارة الدفاع".. بعد كل ذلك هل ما زال المجتمع الدولي متردداً في اتخاذ قرار بشأن النظام السوري؟

الوضع من سيئ إلى أسوأ، والثورة تنحرف عن مساراتها، وتنظيم القاعدة الذي كانت الدول الكبرى تخشى تسربه إلى الداخل السوري، نادت ما تسمى بـ"جبهة النصرة" بالولاء له بحسب الأخبار، مما يعني أن كل تأخير في إنهاء الأزمة سوف يزيد من تدهور الأوضاع مما ينعكس سلباً على المواطنين الذين يدفعون من دمائهم ثمن الاقتتال بين النظام والمعارضة المسلحة.

الحقيقة تقول إن الناس لم يعودوا يأمنون على حياتهم وبيوتهم، وكثرت حالات السرقة والاختطاف وطلب الفدية في ظل انعدام الأمن سواء كان ذلك في المناطق التابعة للنظام أو الخارجة عن سيطرته، ويبدو أن الأسوأ في طريقه ما دامت القوى الكبرى عاجزة عن فعل شيء، أو لا تريد أن تفعل شيئاً حتى بوجود "أدلة قاطعة" على إجرام النظام بحق الشعب مستخدماً أسلحة كيماوية هددت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات عقابية مشددة ضد بشار الأسد إن استخدمها معتبرة أن ذلك "خط أحمر" لن تسمح به واشنطن.

وعلى الرغم من تبادل الاتهامات بين النظام والمعارضة في استخدام تلك الأسلحة، إلا أن روسيا حينها تبنّت رواية النظام، وهذا مؤشر على أنها سوف تقف ضد أي توجه من الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة لإدانة النظام السوري أو محاسبته... أي إن النتيجة غالباً من الجعجعة الأخيرة حول "الدليل القطعي" لن تكون أكثر من استمرار الدوران في الحلقة المفرغة التي تتيح للنظام الذي رفض دخول المحققين الدوليين مؤخراً متابعة القتل والتدمير، وتترك الشعب السوري تحت القصف.
 

Email