مسؤولية المجتمع الدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

 ليس جديدًا القول إن إخفاق المجتمع الدولي في وضع حدٍّ للمأساة التي تجري فصولها في سوريا منذ أكثر من عامين يُقلل فرص خروج مجلس الأمن الدولي بقرار في جلسة المشاورات حول سوريا التي سيعقدها في التاسع عشر من أبريل الجاري.

المجلس الذي سيستمع خلال الجلسة إلى إفادة من الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، وإلى إفادات من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في سوريا عجز بسبب الانقسام في صفوفه في القيام بمسؤوليّاته طوال عامين في الحفاظ على الأمن والسلم في سوريا وساهمت مواقف روسيا والصين في توفير الغطاء السياسي لممارسات النظام السوري على الأرض ضدّ شعبه كما ساهم ذلك في التأثير سلبًا على مهمّة الأخضر الإبراهيمي ومن قبله كوفي عنان في تحقيق اختراق في الأزمة السورية.

اللافت، أن موسكو التي عطّلت اتخاذ قرار ضدّ حليفها النظام السوري في مجلس الأمن وصوّتت بالفيتو مرّتين ضدّ قرار يدين عنف النظام ضدّ شعبه تُحاول أن تسحب معارضتها هذه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث اعتبرت وزارة الخارجيّة الروسيّة، أن مشروع القرار ألأممي الجديد حول سوريا الذي سيُعرض على الجمعيّة العامة للأمم المتحدة مليء بالتناقضات التي تقوّض تفويض المبعوث الأممي المشترك لسوريا، الأخضر الإبراهيمي.

مشروع القرار الذي يُحمّل مسؤولية تردّي الوضع في مجال حقوق الإنسان في البلاد إلى النظام السوري ويعترف بائتلاف المعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري، سيمرّ في الجمعيّة العامة للأمم المتحدة إن جرى عرضه للتصويت رغم معارضة موسكو وتوصيتها ضدّه إلاّ أن هذا التصويت للأسف لا يحمل صفة الإلزام مثل القرارات التي يجري التصويت عليها في مجلس الأمن إلاّ أن صدور قرار بإدانة النظام السوري ونزع الشرعيّة عنه من قبل الجمعيّة العامة للأمم المتحدة يُعدّ انتصارًا معنويًّا للشعب السوري واعترافًا من دول العالم ولو كان اعترافًا متأخّرًا بوحشيّة النظام ودمويّته.

إن تواتر المعلومات التي تتحدّث عن استخدام النظام للأسلحة وما كشفت عنه صحيفة التايمز البريطانية التي كشفت عن علماء تابعين للجيش البريطاني القول إنهم عثروا على أدلة طبّية-شرعيّة تُظهر أن أسلحة كيميائيّة قد استُعملت في النزاع السوري، استنادًا إلى عيّنة من التراب أُخذت من منطقة قريبة من دمشق ووصلت بشكل سرّي إلى بريطانيا يُرتّب على مجلس الأمن الدولي مسؤوليّة أخلاقيّة كبيرة في اتخاذ قرار لحماية الشعب السوري وشعوب المنطقة من هذ الخطر المميت والقيام بواجبه في حماية الأمن والسلم الدوليين.
 

Email