إسرائيل والتنصل من التزامات السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

 
يتصاعد القلق حاليا إزاء المآلات المرتقبة لعملية السلام في الشرق الأوسط، في ظل ما يشهده الواقع من استمرار التعنت الإسرائيلي، ورفض إسرائيل القبول بتطبيق مقررات الشرعية الدولية، وفي هذا التوقيت، فإن بعض التسريبات التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، تقول إن إسرائيل تعتبر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي بدأ قبل أيام جولة بالمنطقة، لاسستكشاف آفاق إعادة تحريك عملية التسوية السلمية، لم يحقق تقدما، فقد قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن كيري «لم ينجح في تحقيق تقدم في الاتصالات التي أجراها»، وإن «القليل الذي أنجزه كان الموافقة على الدفع بعدة مشاريع اقتصادية يفترض أنها تعزز الاقتصاد الفلسطيني».

إن طريق السلام واضح، ولا بد للعملية السلمية المرتقبة من الإيفاء بالتزامات كل أطراف الصراع العربي– الإسرائيلي، ليتسنى التطلع لتحقيق سلام عادل وشامل، ينتشل منطقة الشرق الأوسط، مما تعيش فيه منذ عدة عقود من صراع طويل، ظلت خلاله إسرائيل مدعومة بالمساندة اللا محدودة من قبل واشنطن.

لقد ظلت الأطراف العربية والفلسطينية طيلة الفترة الماضية، تؤكد استعدادها للبدء في تسوية شاملة للصراع مع إسرائيل، ولكن بشرط أن تقوم تلك التسوية على الالتزام بما تم التوقيع عليه من مواثيق عديدة، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، ليستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة غير منقوصة، وفي مقدمتها إقامة دولته الحرة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

إن كل هذه التداعيات المرتبطة بقضية السلام، تفرض على الدول العربية والإسلامية، أكثر من أي وقت مضى، التيقظ التام لكل ما تقوم به إسرائيل من محاولات يائسة للتنصل من استحقاق السلام.
 

Email