تحدي زلزال جنوب إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطرح الزلزال الذي ضرب أمس جنوب إيران على بعد مئة كلم من مدينة بوشهر حيث بنيت المحطة النووية الوحيدة في البلاد، وأسفر عن مقتل 30 شخصًا وإصابة نحو 800 آخرين بجروح والذي شعرت به الدول العربية الخليجية القريبة من إيران خصوصا قطر والإمارات والكويت والبحرين يطرح تحديًا كبيرًا أمام الجهات المعنية في قطر وفي دول مجلس التعاون الخليجي لفحص قدراتها التقنية والفنية على مواجهة مثل هذه الكارثة خاصة وأن الزلزال قد أثار ذعرًا وهلعًا للقاطنين أو العاملين في بعض الأبراج سواء في دولة قطر أو دول الخليج العربية الأخرى حيث جرى إخلاء بعض المباني في دبي وفي المنامة حسب وكالات الأنباء.

وزارة الداخلية وفي خطوة تحسب لها سارعت إلى طمأنة المواطنين في حسابها على "تويتر" أنه لا توجد أية إصابات أو أضرار في قطر جراء الزلزال الذي ضرب منطقة بو شهر وأدى إلى حدوث هزة أرضية خفيفة في قطر شعر بها البعض مؤكدة أن الجهات المعنية في الدولة تتابع باهتمام بالغ كافة الإجراءات المتخذة بشأن السلامة العامة لمزيد من الاطمئنان.

لا شك أن إعلان وزارة الداخلية وسرعة تعاطيها مع قضية الزلازل قطع دابر الشائعات وأدخل الاطمئنان إلى نفوس وقلوب المواطنين والمقيمين، إلا أن وقوع الهزة الأرضية الخفيفة كان يستدعي من الهيئة العامة للطيران المدني في إدارة الأرصاد الجوية الخروج ببيان توضيحي للمواطنين كونها الجهة المعنية في هذا الموضوع خاصة وأنه توجد في دولة قطر أربع محطات لرصد الزلازل تقع في الخور والدوحة ودخان وأم الوشاح وبالضرورة فإن محطات الرصد قد سجلت الهزة الأرضية الخفيفة التي ضربت قطر.

الأمر الإيجابي في الهزة الأرضية الخفيفة أن عمليات إخلاء الأبراج وخاصة بمشروع حي قطر للبترول جرت بكل سهولة وانسياب ولم تحدث أية إصابة في أوساط العاملين حيث حضرت قوات الدفاع المدني للاطمئنان على سلامة العمال والموظفين والذين يبلغ تعدادهم نحو 5 آلاف شخص من جنسيات مختلفة. وأثمرت بالتالي عمليات الإخلاء الوهمية التي تم تدريب العاملين عليها في السابق.

إن استمرار وقوع الزلازل في إيران الواقعة في منطقة نشاط زلزالي والتي سبق وأن شهدت زلازل مدمرة عدة كان أعنفها في ديسمبر 2003 في مدينة بم، جنوب البلاد، وخلف 31 ألف قتيل، خاصة مع وجود محطة بو شهر النووية الإيرانية الواقعة على ساحل الخليج يستدعي من دول مجلس التعاون الخليجي إنشاء مركز إقليمي للتنسيق فيما بينها وربط محطات الزلازل بدول الخليج العربية بعضها ببعض لتبادل المعلومات واتخاذ أقصى الاستعدادات لمواجهة الاحتمالات كافة.
 

Email