أي جديد في زيارة كيري

ت + ت - الحجم الطبيعي

التقى الرئيس ابو مازن مع وزير الخارجية الاميركية جون كيري، للمرة الثالثة منذ زيارة الرئيس اوباما ولن يكون هذا هو اللقاء الاخير بالطبع ولكن واحدا من سلسلة لقاءات في الزيارات المكوكية التي ينوي كيري القيام بها. ولقد اكد ابو مازن، مرة اخرى، استعداده لاستئناف المفاوضات اذا التزمت اسرائيل بوقف الاستيطان وافرجت عن الاسرى، كما طالب بتجديد مرجعية للتفاوض تتمثل بتقديم اسرائيل خريطة او رؤية للدولة الفلسطينية وحدودها كموضوع التفاوض وحتى لا نظل في الدائرة المغلقة التي استمرت نحو عشرين عاما دون اي جدوى او تقدم. والموقف الفلسطيني واضح وبسيط لو خلصت النوايا الاسرائيلية، ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي يرفض تقديم تصور كهذا ويواصل الحديث المضلل عن مفاوضات دون شروط، وهو الذي يضع كل الشروط كاستثناء القدس من التفاوض ورفض وقف الاستيطان والتأكيد على الاحتفاظ بالاغوار ويهودية الدولة ورفض عودة اللاجئين وغير ذلك الكثير. كما ان كيري نفسه لا يحمل في هذه المرحلة على الاقل، اية مقترحات او افكار، سوى الحديث عن خطوات محدودة للغاية من حسن النوايا الهامشية، وهو كما كان اوباما يريد الاستماع الى الطرفين لكي تتبلور في النهاية افكار متفق عليها.

اي ان كيري لا يحمل اي جديد في زيارته الحالية، ولن تثمر عن شيء جديد او حقيقي، ولاسيما ان جولته الحالية تتضمن قضايا اخرى هامة كالوضع في سوريا وتطوراته والازمة بين اميركا وكوريا الشمالية. قد يكون الجديد امرين هما الدور التركي المحتمل وتعديل مبادرة السلام العربية كما تطالب واشنطن لكي تكون "اكثر مرونة وقبولا" من اسرائيل، ومن المقرر ان يجتمع ممثلو الدول العربية في وقت قريب، لبحث موضوع المبادرة هذا. اما الامر الثاني اي الدور التركي فان كيري بدأ جولته في تركيا ويحاول بقوة اعادة العلاقات التركية - الاسرائيلية الى طبيعتها وكما كانت في السابق من القوة والتنسيق الثنائي. وابرز ما في الدور التركي المحتمل هو التأثير على "حماس" ومحاولة اقناعها بأن تكون هي الاخرى طرفا في اية تحركات سياسية قادمة، ولاسيما انها اصبحت اكثر اعتدالا بعد اعادة انتخاب خالد مشعل رئيسا لمكتبها السياسي ودور قطر والاخوان المسلمين في مصر بهذا الخصوص والعلاقات المتينة التي بدأت تربط حماس بهاتين الدولتين. بالطبع فان سير الامور في هذا الاتجاه لن يكون سهلا ولا سريعا ولكنه سيكون جادا ومتواصلا، كما يعتقد معظم المراقبين. ولابد من التأكيد في هذا المجال، ان تحركا كهذا يجب ان يكون في نطاق التمثيل الموحد للشعب الفلسطيني، لان موقفنا واحدا للضفة والقطاع يقوي المفاوض الفلسطيني ويغلق الابواب امام اية محاولات لاستغلال الانقسام. وغني عن القول في هذا المجال، ان المصالحة تظل مطلبا وهدفا اساسيا لشعبنا الفلسطيني.
.

Email