السلام والتنمية في دارفور

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يأتي انعقاد مؤتمر المانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور تتويجا لجهود دولة قطر على مدى السنوات الماضية وسعيها لتحقيق السلام في الإقليم وإيمانها الكبير أن تحقيق السلام في الإقليم يرتبط ارتباطا كبيرا بقضية التنمية.

لقد أكد معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر على دعم دولة قطر الكامل للمؤتمر الدولي للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور وحرصها الشديد على أن يخرج المؤتمر بنتائج تكون في مستوى تطلعات وطموحات أهل دارفور.

إن انعقاد المؤتمر يتوج رحلة حافلة بالعمل والإنجاز من أجل السلام والاستقرار والتنمية في دارفور بدأت عام 2008 بتشكيل اللجنة الوزارية العربية الإفريقية حول دارفور برئاسة دولة قطر وتواصلت عبر محطات متعددة من أبرزها إقرار أصحاب المصلحة في دارفور في ختام مؤتمرهم بالدوحة في مايو 2011 وثيقة الدوحة للسلام ال4ي حظيت بمشاركة وتأييد أهل دارفور ولقيت كذلك دعما إقليميا ودوليا واسع النطاق.

لقد أثمرت وثيقة الدوحة للسلام في دارفور بتوقيع الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة اتفاقية للسلام يمضي تنفيذها بدقة ونجاح. وتوقيع حكومة السودان وحركة العدل والمساواة على اتفاق السلام الأمر الذي شكل تطوراً إيجابياً مهماً وإنجازاً حقيقياً على طريق تثبيت دعائم السلام وترسيخ الاستقرار وتهيئة المناخ لعمليات التنمية والبناء لإعادة الاعمار في دارفور.

الطريق لسلام دارفور لم يكن سهلا والعملية السلمية لم تكن متسرعة ولا مرتجلة وإنما كانت بعيدة النظر واسعة الأفق، تسير بخطى مدروسة وترتكز على أساس سليمة ومتينه، وبالتالي فإن السلام الذي ينتج عنها يبقى سلاماً راسخاً وشاملاً وعادلاً ودائماً وقادراً على الصمود في وجه الهزات والعثرات.

لقد أكد معالي رئيس الوزراء في كلمته أن ما سيقدم من دعم مالي لدارفور لن يذهب هباء ولن يتبدد في أجواء المعارك والحروب، فلقد ولت الحرب إلى غير رجعة ودارفور اليوم مهيأة تماماً ليس فقط لتلقي الهبات والتبرعات وهي ضرورية في هذه المرحلة، ولكنها مهيأة كذلك لتلقي الاستثمارات العربية والعالمية وخاصة في مجالات الإنتاج الزراعي وتنمية الثروة الحيوانية والتعدين.

الحرب في دارفور قد ولت بكل ويلاتها وجاء زمن السلام في دارفور اً تحرسه التنمية قبل أن تحرسه القوة، ويحميه القانون في ظل العدالة الاجتماعية والحكم الرشيد.
 

Email