ازمة وكالة الغوث في غزة يجب ان تتوقف فورا !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

اوقفت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الانوروا" برنامجها للاغاثة في غزة وتضرر نتيجة ذلك اكثر من ٨٠٠ الف انسان، وهم في غالبيتهم العظمى لا مصادر رزق لهم سوى ما تقدمه الوكالة، اي ان المعاناة كبيرة للغاية ويجب الا تستمر. بداية الازمة كانت في تقليص المانحين مساعداتهم وبالتالي تقليص الوكالة بعض خدماتها، ونتيجة ذلك بدأت تظاهرات احتجاج شعبية وكانت احتجاجات طبيعية ومنطقية ولكنها كما يؤكد مسؤولو الوكالة، تجاوزت التظاهر السلمي الى اقتحام مقار الوكالة وطرد الموظفين بالقوة وايقاف اعمالهم، وقد تكرر ذلك اكثر من مرة مما دفع بالوكالة الى وقف برنامجها وزيادة تعقيد المشكلة وتوسيع نطاقها بالتالي. هذا الوضع غير مقبول اطلاقا ويجب ان يتوقف فورا، وهذه مسؤولية الحكومة المقالة في غزة اولا، ومسؤولية المتظاهرين ثانيا. لقد نقلت الوكالة مقرها من فيينا الى غزة ايام الرئيس الراحل ياسر عرفات وبالاتفاق معه، وهي تقوم بدور رئيسي في التخفيف من معاناة اللاجئين الذين تشردوا بقيام اسرائيل، يجب ان تحمي الحكومة المقالة في غزة مقار الوكالة ومن حق المتضررين التظاهر احتجاجا ولكن بطريقة لا تهدد الوكالة ولا موظفيها.اننا ندعو الوكالة الى استئناف خدماتها فورا وضرورة توفير الامن والحماية لموظفيها، لان في اغلاق المقار ووقف الخدمات كارثة انسانية وزيادة للمعاناة والعذاب لمئات آلاف الاشخاص وهم يعانون اصلا بسبب ظروف الحصار والضائقة الاقتصادية التي تعصف بالقطاع.واخيرا ... سمعنا صوت "الرباعية" لقد عصفت بالمنطقة تطورات متلاحقة هامة منذ فترة طويلة وقدمت جهات مختلفة افكارا ومقترحات سياسية وزارنا اكثر من مسؤول كان ابرزهم الرئيس اوباما. وفي هذه الفترة غاب صوت كان من المفترض ان يكون حاضرا، هو صوت اللجنة الرباعية التي تمثل العالم كله باركانه الاربعة:

الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا، حتى جاءنا اخيرا صوت ممثل الرباعية توني بلير ليتحدث عن التطورات الميدانية وفي مقدمتها استشهاد الاسرى وسوء معاملة اسرائيل للاحياء منهم. دعا بلير اسرائيل الى احترام حقوق الانسان للاسرى كافة وقال انه قلق من تدهور الاوضاع الامنية وممارسة سياسة ضبط النفس تجاه التظاهرات الغاضبة، كما طلب بتجنب اية تصريحات علنية قد تؤجج الاوضاع، واكتفى بذلك. لم يوجه انتقادات للممارسات الاسرائيلية ولا الى الاهمال الطبي ولا الى تقييد ايدي الشهيد ميسرة ابو حمدية وهو في ساعاته الاخيرة داخل المستشفى، ولا الى سياسة الاعتقال الاداري الطويلة والمتكررة والمنافية لابسط حقوق الانسان لانها تتم بدون محاكمة او توجيه تهم محددة، ولم يطالب بالتحقيق في ظروف استشهاد ابو حمدية او عرفات جرادات الذي استشهد في اثناء التحقيق معه ... ولم يتطرق الى غير ذلك كثير من السياسات والممارسات الاسرائيلية. كنا نتوقع شيئا مختلفا من بلير بعد هذا الصمت الطويل، ولكنه كان كالعادة منسجما مع مواقف الذين يأتمر بأمرهم ولم تكن له اية صلة حقيقية بالواقع الذي من المفروض انه يمثله !!
.

Email