هل بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

 وفاة الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حميدة في المعتقلات الإسرائيلية، أشعلت موجة من العنف والغضب بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة بصورة لم تشهدها المناطق المحتلة منذ زمن.

المناضل الفلسطيني ميسرة أبو حميدة، 64 سنة، كان يقضي حكما بالسجن المؤبد بسبب إدانته بالمشاركة في التخطيط لهجوم على مقهى في القدس عام 2002. ومع أنه اشتكى من آلام في حنجرته قبل ذلك بخمسة أشهر، إلا أن تشخيصه بأنه مصاب بسرطان قاتل تأخر حتى شهر يناير الماضي. هذا التأخير في معالجة أبو حميدة أنموذج لما يحدث في المعتقلات الإسرائيلية التي تتعمد عدم تقديم الرعاية الصحية الكافية للأسرى الفلسطينيين وتركهم عرضة لشتى أنواع الأمراض.


الأوضاع السيئة للمعتقلين الفلسطينين كانت وراء الكثير من الاعتصامات التي نفذها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية وعدة إضرابات عن الطعام كان بعضها قياسيا من حيث الفترة الزمنية. وقد أعلن حوالي 4.600 أسير فلسطيني عن إضرابهم عن الطعام لمدة ثلاثة أيام احتجاجا على الطريقة اللا إنسانية في تعاطي السلطات الإسرائيلية مع مرض ميسرة أبو حميدة.


المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي أدت إلى استشهاد شابين فلسطينيين في الضفة الغربية برصاص الجنود الإسرائيليين يوم الخميس، حيث دخلت الاضطرابات يومها الثالث هناك. وفي غزة نفذت الطائرات الإسرائيلية أولى عمليات القصف الجوي منذ التوصل إلى هدنة في نوفمبر الماضي، وذلك ردا على قيام "مجلس شورى المجاهدين" بإطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية.


مع تصاعد الاضطرابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هل يمكن القول إن الانتفاضة الفلسطينية قد بدأت، وإننا سنشهد تصعيدا متسارعا للعنف في المنطقة؟ الأرضية لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة موجودة بالفعل منذ بداية اضطرابات "الربيع العربي"، وهناك مواقع فلسطينية على الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تحمل عنوان "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة".


إذا كانت حركات التمرد التي شهدتها وتشهدها عدة دول في المنطقة تحمل عنوان الحرية والقضاء على الدكتاتورية، يرى الكثيرون أن الأولى بالفلسطينيين أن ينتفضوا على المحتل الإسرائيلي، لأنه يمثل الدكتاتورية المطلقة والظلم الواضح.
ورغم تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين التي استبعدوا فيها اندلاع "انتفاضة ثالثة"، إلا أن مراقبين قالوا إن تصريحات الإسرائيليين تعبر فقط عما يتمنونه وليس عن الواقع المشتعل الذي قد يتطور إلى أزمة تهز إسرائيل وربما المنطقة بالكامل.
 

Email