إفشال حوار اليمن.. استمرار للأزمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعرف جميعا كيف استطاع مجلس التعاون إيجاد مخرج لإنهاء أزمة اليمن أثناء الربيع العربي، عبر المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة اليمينة، والتي حققت نجاحا مذهلا في فترة حرجة وبالغة الصعوبة. استطاع الخليجيون، بمساعدة أشقائهم اليمنيين، تجنيب اليمن العديد من المحن السياسية التي كادت أن تهلك الجار الجنوبي.

والذي لا يسمح وضعه التنموي والأمني بمزيد من الفرقة السياسية، واستطاع اليمن بعيد المبادرة أن يستعيد شيئا من توازنه الأمني واستقراره السياسي، وإن كانت الأزمة لم تنته بعد، فالبنية الاقتصادية اليمنية ضعيفة، والوضع الأمني غير مطمئن، خاصة مع وجود تنظيمات إرهابية كالقاعدة، ومع ذلك لا يزال الأمل معقودا على اليمنيين في حل كثير من القضايا الشائكة في بلد الحكمة، لا سيما أن الرغبة والإرادة تتوفران لدى معظم النخب اليمنية في رسم مستقبل بلادهم.


الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي أشاد بدور المملكة في حل أزمة بلاده، حث بالأمس أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن على إدراك التحديات التي تواجه المؤتمر، وأكد وجود من لا يريد الحوار ومن يعمل ضده، كما انتقد الرئيس اليمني دعوات العصيان المدني التي ينسحب ضررها على المواطن اليمني، واستخدام العنف وإجبار الناس على المشاركة فيها.


لقد كثر الكلام حول الحوار الوطني الشامل في اليمن، والذي بالإمكان ـ في حال نجاحه ـ أن يرسم مستقبل اليمنيين، ليؤسسوا دولتهم الوطنية التي تجمع كل أطيافهم، ورغم الصعوبات التي يواجهها المؤتمر ـ كمشكلة الجنوب مثلا ـ إلا أن كثيرا من المراقبين يعولون على هذا الحوار الوطني في حل كافة الإشكالات السياسية على الأرض اليمنية.


ينبغي على كافة الأطراف التي تعارض الحوار وتعمل على إفشاله أن تدرك جيدا أن الأزمة اليمنية لن تنتهي إلا بهذا المسلك الحضاري الوطني، وأن ضحية هذا الأزمة في حال استمرارها هو الشعب اليمني الذي يتطلع إلى النهضة الاقتصادية والاستقرار الأمني، فاليمن أكبر من المصالح الضيقة وحسابات الربح والخسارة التي ينتهجها بعض الساسة.
 

Email