تهويد الضفة الغربية ينبغي وقفه فورا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما ينشغل الاشقاء الفلسطينيون، في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، بتدعيم السلطات المحلية في غزة ورام الله، ومن ثم تعميق انقسام لا يمكن ان يكون في صالح فلسطين ولا الفلسطينيين، لا اليوم ولا غدا، فان الاحتلال الاسرائيلي يسير بشكل ممنهج، وبالغ الشراهة، من اجل تهويد اكبر مساحات ممكنة من الاراضي في الضفة الغربية، خاصة وان اتفاق الهدنة مع حماس في غزة يتم الالتزام به، ولا يسبب له بالتالي، اي ازعاج من اي نوع.

وفي الايام الاخيرة تحدثت صحيفة «هاآرتس» الاسرائيلية عن مساحة تصل الى نحو 37% من مساحة الضفة الغربية تعتبرها اسرائيل «اراضي دولة» اي اراض يمكنها بناء مستوطنات عليها. صحيح ان اسرائيل وحكومة نتانياهو، السابقة والحالية، لا تحتاج الى مسوغات، ولا الى اية مبررات لإقامة مستوطنات جديدة، سواء لاستكمال تطويق القدس المحتلة، او لتعويق حل الدولتين، بشكل عملي، ولكن الصحيح ايضا ان برنامج حكومة نتانياهو الجديدة هو، وكما اعلن، برنامج توسع استيطاني سريع وواسع النطاق كذلك، وبكل ما يمكن ان يترتب على ذلك من نتائج سياسية وغير سياسية.

وأمام هذا الوضع الذي يحمل في ثناياه كل عوامل التفجير والتصعيد على الارض، لانه ببساطة يغلق افق الحل امام الشعب الفلسطيني، وينزع منه الامل في اقامة دولة فلسطينية مستقلة في اطار حل الدولتين، برغم كل ما قيل واعلن خلال زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لاسرائيل ورام الله حول حل الدولتين، فانه من المهم والضروري، سواء بالنسبة للفصائل والقوى الفلسطينية، او بالنسبة للدول العربية، ان تسعى وبأقصى سرعة ممكنة للعمل بكل السبل لوقف عمليات الاستيطان والمخططات التي اعلن عنها في القدس والضفة الغربية، والتي تنفذها حكومة نتانياهو الجديدة دون توقف.

واذا كانت الدول العربية قد اتفقت في قمة الدوحة الاخيرة على عقد قمة عربية مصغرة من اجل دفع وتسريع المصالحة بين حماس وفتح، وتشكيل لجنة عربية لهذا الغرض، كما وافقت على انشاء صندوق للقدس برأسمال مليار دولار، فان ترجمة هذه الخطوات الى اجراءات عملية ملموسة، ومفيدة للاشقاء الفلسطينيين، وبما يسهم في الدفع بهم على طريق المصالحة من ناحية، وعلى طريق العمل على صيانة المقدسات العربية – اسلامية ومسيحية – في القدس المحتلة من ناحية ثانية، يتطلب تحركا نشطا وسريعا، ليس فقط من جانب الدول العربية، وجامعة الدول العربية، ولكن ايضا على الصعيد الدولي، والعمل على حشد اكبر قدر من التأييد لذلك في كل انحاء العالم.

والاستمرار في الوقت ذاته في العمل عبر كل المحافل الدولية لوقف عمليات الاستيطان الاسرائيلية في القدس والضفة الغربية باعتبار ذلك خطوة ضرورية لاعادة احياء عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، بعد ان دفنتها اسرائيل منذ عام 2010 بسبب عمليات الاستيطان الملعونة والتي تخالف كل القوانين والمواثيق الدولية.
 

Email