يوم الأرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن الأرض هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي باعتبار أن إسرائيل تحتل أراضي عربية في فلسطين ومزارع شبعا اللبنانية والجولان السورية ولم تكتف بالأراضي الفلسطينية التي احتلتها منذ عام 1948 وزادت عليها عام 1967 بل ظلت على الدوام تعمل على مصادرة الأراضي وبناء المزيد من المستوطنات بالقدس الشريف والضفة الغربية بهدف طمس جميع معالم الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة لتنفيذ مخطط إسرائيل "الدولة اليهودية" التي لا مكان فيها للعرب مسلمين ومسيحيين ولذلك فإن الأرض قد تحولت إلى جوهر الصراع العربي الإسرائيلي ومن هنا جاء تخصيص يوم الأرض لإحياء ذكرى مقتل ستة من عرب إسرائيل قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في 30 مارس عام 1976 خلال مواجهات ضد مصادرة الأراضي من قبل الدولة العبرية.

ليس المهم الاحتفال بذكرى يوم الأرض فقط وإنما المهم عدم التفريط في الأرض الفلسطينية وعدم التنازل عنها أو المساومة عليها وأن قضية مصادرة الأراضي الفلسطينية والتهويد والاستيطان ليست قضية فلسطينية أو عربية فقط وإنما يجب أن تكون دولية من أجل حماية القدس الشريف ومسجدها الأقصى من التهويد وطمس المعالم عمداً من أجل تغيير هويتها الإسلامية والمسيحية في تحدٍ للمجتمع الدولي بدعوة إقامة دولة إسرائيل اليهودية التي لا تعترف بغير اليهود فيها.

إن المجتمع الدولي يدرك أن المشروع اليهودي الصهيوني الذي تنفذه إسرائيل بالأراضي الفلسطينية خاصة القدس الشريف يقوم على النهب والسرقة للأرض، فالاحتلال لا يستثني جزءاً من أرض فلسطين فالضفة الغربية تعاني من التغول عبر مصادرة الأراضي والاستيطان، وقطاع غزة يعاني من الحصار الجائر، وأنه لابديل أمام مواجهة إسرائيل وإلزامها ووضع حد لجرائمها تجاه فلسطين التي هي أرض عربية وإسلامية التنازل عن تراب فيها يعد خطاً أحمر.

يُعد يوم الأرض من المعالم البارزة بتاريخ الجهاد الفلسطيني في مواجهة إسرائيل وأنه ظل يرسخ لوحدة الشعب الفلسطيني الذي أكد أنه لا بديل عن أرض فلسطين وأن الاحتلال بعد 64 عاماً من احتلال أراضي فلسطين سيظل كياناً محتلاً ومغتصباً لن يعترف الفلسطينيون والعرب والمسلمون به وأن مخططاته الآثمة التي نفذها في فلسطين ستتهاوى مهما كانت الدعاوى.

إن الاحتفال بذكرى يوم الأرض لهو مناسبة بأهمية مواجهة مخططات إسرائيل التي تقوم على مصادرة الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس وإن المجتمع الدولي الذي ظل يدعي أنه يرعى جهود السلام المتعثرة بين الفلسطينيين وإسرائيل مطالب بتحمل مسؤولياته تجاه هذا الشعب بإجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها الدولة الفلسطينية والالتزام بمتطلبات إنهاء الصراع وصنع السلام الدائم وإن ذلك مرهون بوضع حد لممارسات إسرائيل.

فالشرعية الدولية التي اعترفت بفلسطين كدولة مراقبة في منظمات الأمم المتحدة أمام امتحان عسير خاصة في ظل استفحال ظاهرة مصادرة إسرائيل للأراضي الفلسطينية في مسعى لتهويدها وطمس معالمها خاصة القدس الشريف، التي تدعي زوراً وبهتاناً أنها عاصمة لها.

 

Email