مؤتمر مانحي إعادة إعمار دارفور

ت + ت - الحجم الطبيعي



تنبع أهمية مؤتمر المانحين الخاص بإعادة تعمير دارفور والذي تستضيفه الدوحة يومي 7 و8 أبريل القادم من كونه يحظى بتأييد عالمي قوي يؤكد التزام المجتمع الدولي تجاه السلام في الإقليم، الذي تحقق بفضل جهود دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا أيضا من التأييد الدولي القوى لاتفاقية الدوحة للسلام ولذلك جاءت أهمية هذا المؤتمر من أجل استدامة السلام بالإقليم والذي لن يتحقق إلا من خلال إعادة إعمار ما دمرته الحرب وإعادة النازحين واللاجئين وتوفير مقومات التنمية لهم من أجل الاستقرار.

من المؤكد أن هذا المؤتمر المهم والذي حظي بتأييد سوداني ودعم قطري ودولي وإقليمي سينقل دارفور لمرحلة جديدة من البناء والإعمار والتحول إلى المشاريع التنموية الضخمة والتي ستأتي بآثار اقتصادية عالية الإيجابية من خلال الإنعاش المبكر لمشاريع التنمية الحقيقية والتي بدورها تسهم في الاستقرار وتمنع النزاعات وتقود إلى ديمومة و استقرار عملية السلام التي لن تتحق إلا من خلال التنمية الحقيقية خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب والنزوح واللجوء.

من المهم جدا أن ترتب الحكومة السودانية أولويات السلام لتتواءم مع الجهود الدولية والإقليمية التي قادتها دولة قطر، باعتبار أن التزام الخرطوم بتنفيذ تعهداتها هو المدخل الأساسي لنجاح المؤتمر وتحفيز الآخرين من أشقاء عرب ومجتمع دولي للوفاء بتوفير التمويل لمشاريع إعادة إعمار دارفور التي تقدر تكلفتها بأكثر من 2ر7مليار دولار خلال ست سنوات لإعادة النازحين واللاجئين لمناطقهم الأصلية.

إن إعلان مشاركة أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية وإقليمية في المؤتمر لهو موقف إيجابي يؤكد التزام المجتمع الدولي بأهمية اتفاقية الدوحة لسلام دارفور كما يؤكد أيضا حرص الجميع على دعم جهود دولة قطر المتواصلة من أجل تحقيق السلام والاستقرار بالإقليم عبر رعاية هذا المؤتمر خاصة وإن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى قد أكد خلال خطابه بالقمة العربية الأخيرة بالدوحة أن" المؤتمر سينقل دارفور إلى مرحلة جديدة من التنمية والاستقرار والسلام.

لقد أثبتت دولة قطر أنها سباقة تجاه دارفور، فهي مثلما رعت عملية السلام بالإقليم بين الحكومة السودانية والحركات المتمردة، فهي أيضا سبقت الجميع بتدشينها المرحلة الأولى من "مبادرة قطر في دارفور في ديسمبر الماضي بوضع حجر الأساس لأربعة مجمعات خدمية نموذجية متكاملة في ولايات غرب ووسط وشرق دارفور والتزمت ببناء75 قرية نموذجية بتكلفة 529 مليون دولار في المرحلة الثانية من البرنامج وأن هذا الالتزام يضع المجتمع الدولي خاصة الدول العربية أمام امتحان وتحد حقيقي من أجل إنجاح مؤتمر المانحين والذي سيضع استراتيجية دولية واضحة تؤكد التزام المجتمع الدولي بإعادة إعمار دارفور خاصة أن هذا المؤتمر قد نصت عليه صراحة اتفاقية الدوحة للسلام الذي التزم الجميع بدعمها ورعايتها ومن هنا تنبع أهمية هذا المؤتمر والذي لا مكان فيه للفشل من أجل ألا تعود الأوضاع بالإقليم للمربع الأول مربع الحرب والقتال والدمار.
 

Email