قمة الدوحة.. الوفاء بآمال العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 إن أهم ما تضمنه البيان الختامي للقمة العربية التي اختتمت أعمالها في الدوحة أمس هو حق كل دولة عربية في تسليح المعارضة السورية والجيش الحر، فالعرب مجمعون على أن نظام بشار قد تمادى في سفك دماء الشعب السوري، ليتصاعد القتل والتدمير من قبل جيش النظام وأعوانه، ويزداد تدفق اللاجئين، وتتردى الأوضاع الإنسانية للسوريين كل يوم.

لقد حذر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في كلمته التي ألقاها نيابة عنه ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز في قمة الدوحة؛ "من الانعكاسات الخطيرة للأزمة السورية على استقرار وأمن المنطقة".. ولعلنا شاهدنا أن الأزمة السورية بدأت في الانسحاب إلى الجار لبنان، عندما أقدم نظام بشار في الأيام الماضية على قصف بعض المواقع اللبنانية، محاولا زرع الفتنة الطائفية بين اللبنانيين، وإدخال لبنان مرة أخرى في صراعات داخلية، وإطلاقه النار على طائرتين تركيتين في يونيو من العام الماضي في محاولات استفزازية وانتحارية لتدويل الأزمة السورية وجر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية.

السبب في تصاعد الأزمة السورية وتفاقمها في الداخل والخارج هو ما ذكره خادم الحرمين الشريفين من أن "المجتمع الدولي لم يحسم أمره بعد لإمكانية التصدي لهذه الجرائم ضد الإنسان السوري".

الأمم المتحدة وجميع المنظمات والهيئات الدولية الآن؛ أمام أكبر امتحان لإثبات شرعيتها ومواثيقها الدولية، وحتى اللحظة فإن الأزمة السورية تثبت التحديات والعوائق الكبيرة التي تواجهها هذه المنظمات، خاصة الأمم المتحدة.

بقي القول إن قمة الدوحة بقراراتها التاريخية أمس أثبتت، وبما لا يدع مجالا للشك، أن العرب قادرون على التوافق والإجماع والمبادرة في حل كثير من الإشكالات السياسية في المنطقة، فقد أكد الزعماء العرب على أولوية الحل السياسي لأزمة سورية، ولكن الفارق الآن أنه في حال فشل الحلول السياسية فإن الدعم العسكري سيكون الخيار المناسب، وهو ما كان منتظرا من القمة التي وفت بتطلعات الشعوب العربية، لأن هذه القرارات كانت جريئة وحاسمة، ومن شأنها أن تغير مسار الأزمة السورية وتعجل بإنهائها.
 

Email