إنجاز جديد للدبلوماسية القطرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مثلما أثبتت دولة قطر بقيادة ربّانها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى للعالم أجمع والعرب بصفة خاصة نجاحها الباهر في إعادة الاعتبار للجامعة العربية من خلال إعلان الدوحة والقرارات التي صدرت عن القمة العربية مساء أمس الأول والتي واكبت لأول مرة نبض الشارع العربي بفتحها آفاقًا جديدة للعمل العربي المشترك، ومنح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمُعارضة السورية الاعتراف العربي والدولي وتمكينه من شغل مقعد سوريا في القمة، ها هي قطر تقوم بخُطوة إيجابية جديدة لصالح الثورة السورية بافتتاح أول سفارة للائتلاف الوطني في العالم ومنح ممثليته رتبة السفارة.

إن الموقف المشرّف لدولة قطر تجاه الثورة السورية وتسليمها السفارة للائتلاف يؤكّد أنها بدأت فعلاً لا قولاً في تنفيذ قرارات القمة العربية بخصوص الاعتراف الرسمي بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كمُمثل وحيد وشرعي للشعب السوري، وأن موقفها هذا يضع العرب أمام تحدٍ وامتحان حقيقي تجاه تنفيذ القرارات والتي جاءت تتويجًا للنجاحات التي حققتها الدبلوماسية الواعية والمُدركة لأهمية أن يكون العرب رأس الحربة في مواجهة نظام الأسد وإنقاذ الشعب السوري من الإبادة.

فليس أمام الدول العربية - خاصة أنها أكّدت بالإجماع من خلال قرارات القمة أهمية دعم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية - إلا حذو مواقف قطر التي أثبتت القول بالعمل والقيام بتسليم السفارات السورية بالعواصم العربية للائتلاف، باعتبار أن ذلك يؤدّي لنزع الشرعية عن نظام الأسد المعزول عربيًا ودوليًا، كما أن تسليم السفارات والاعتراف بها كسفارات عاملة يقوّي موقف الثورة السورية، ويجيء أيضًا تنفيذًا لقرار الجامعة العربية التي اعترفت رسميًا بالائتلاف ومنحته المقاعد التي كان يشغلها النظام في الجامعة وجميع المؤسسات التابعة لها.

هناك إرادة عربية لكي تنتصر الثورة السورية وأن هذه الإرادة تتطلب إجراءات عملية عربية مشتركة، فدولة قطر بافتتاحها سفارة للائتلاف الوطني في الدوحة قد جسّدت عمليًا تنفيذ هذه الإرادة، وأن حصول الائتلاف على مقعد سوريا في الجامعة وافتتاح السفارة هما البداية لانتصار الثورة والتي لن تتحقق إلا بتنفيذ قرارات الجامعة العربية بخصوص سوريا، خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بالائتلاف كمُمثل شرعي ووحيد للثورة السورية ونزع الشرعية العربية عن نظام الأسد بشكل جماعي.

من المؤكّد أن القرارات التي صدرت عن قمة الدوحة العربية قد وضعت العرب أمام تحدٍ جديد، وأن هذه القمة قد أكّدت أهمية دور قطرعربيًا ودوليًا، كما أكّدت أن الدوحة بدأت تخطو بثبات نحو المستقبل العربي المُشرق، وحققت مكانة يجب أن يفخر بها أي عربي، لأنها أنجزت للعرب لأول مرة منذ عقود قمة قرارات وإنجازات أعادت الاعتبار للجامعة ووضعت القادة العرب أمام تحدٍ حقيقي لتنفيذها.
 

Email